مستشفى ابن باجة… بلا أطباء راديو

تيقّنا اليوم أن ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي لم يكن إشاعة ولا مبالغة: مستشفى ابن باجة الإقليمي بتازة يعيش بدون طبيب مختص في الأشعة (الراديو)، بعد أن تم تنقيل أربعة أطباء كانوا يشتغلون بهذا المرفق الحيوي. والنتيجة: مواعيد مؤجلة إلى حدود سنة 2027، ومعاناة بلا نهاية للمرضى الذين يقصدون هذا المستشفى كملاذ أخير.
كيف يمكن لمستشفى إقليمي يخدم عشرات الآلاف من المواطنين أن يُترك بلا أطباء راديو؟ أليس هذا القطاع هو العمود الفقري للتشخيص الطبي؟ كيف سيتابع الأطباء الحالات المرضية بدون صور أشعة، وبدون تقارير دقيقة تساعدهم على تحديد العلاج؟
المؤلم أن المرض لا ينتظر. والمواطن الفقير الذي يطرق باب المستشفى العمومي لا يملك ترف التوجه إلى المصحات الخاصة حيث الفحص بالأشعة يكلف ما يعادل قوت شهر كامل لأسرة بسيطة. هكذا يُترك المواطن بين خيارين: الانتظار حتى 2027 أو بيع كرامته في سوق المصحات الخاصة.
إن غياب أطباء الأشعة عن مستشفى ابن باجة ليس مجرد اختلال إداري، بل هو إعلان رسمي عن إفلاس المنظومة الصحية بتازة. الإفلاس الذي يدفع ثمنه المواطن البسيط من صحته وحياته، بينما يستمر المسؤولون في إطلاق الوعود الفضفاضة حول “تأهيل المستشفى” و“النهوض بالقطاع الصحي”.
لقد صارت صحة المواطن التازي رهينة لسياسات عمياء، لا ترى أن إنقاذ الأرواح أولى من توزيع المناصب والتنقيلات. وأمام هذا الواقع، لم يعد أمامنا سوى أن نرفع الصوت عاليًا:
نريد أطباء أشعة الآن وليس بعد سنتين أو ثلاث.
نريد مستشفى يليق بكرامة الإنسان.
نرفض أن تتحول المواعيد الطبية إلى مواعيد للموت المؤجل.
فهل من مجيب؟
بقلم عبد الإله زريق، الكاتب العام لفرع تازة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.