تحديد موعد فحص “السكانير” بعد سنتين بمستشفى ابن باجة بتازة يثير موجة استنكار واسعة في المغرب

أثارت واقعة تحديد موعد لإجراء فحص بالأشعة “السكانير” بمستشفى ابن باجة الإقليمي بمدينة تازة، حدد تاريخه في 20 أبريل 2027، موجة استنكار كبيرة في صفوف المواطنين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تروج فيه الحكومة لخطاب “الدولة الاجتماعية” و”تقليص الفوارق المجالية”، مما أعاد الجدل حول وضعية المنظومة الصحية في المغرب إلى الواجهة.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى سيدة من منطقة واد أمليل، تم إحالتها على مستشفى ابن باجة بتازة بعد شعورها بآلام حادة ومقلقة على مستوى العين، حيث كشفت الفحوصات الأولية في مستشفى واد أمليل عن صعوبة في تشخيص الحالة، مما استدعى تحويلها إلى المستشفى الإقليمي قصد إجراء فحص متقدم بالسكانير.

غير أن المفاجأة الصادمة كانت عندما تم منحها موعدا للفحص بتاريخ 20 أبريل 2027، أي بعد أزيد من سنتين، رغم أن حالتها الصحية لا تتحمل هذا التأخير الطويل. هذه الواقعة سرعان ما أثارت سخطا واسعا، واعتبرت تجسيدا صارخا للاختلالات التي تعاني منها المنظومة الصحية، خاصة في المناطق البعيدة عن المركز.

وعبر عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن العام عن استغرابهم من استمرار مثل هذه الممارسات في وقت تتحدث فيه الجهات الرسمية عن إصلاحات عميقة في قطاع الصحة وعن ورش تعميم التغطية الصحية وتحقيق العدالة المجالية. كما تساءلوا عن مدى جاهزية المملكة لاستقبال تظاهرات كبرى من حجم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، في ظل بنية صحية لا تزال تعاني من مظاهر “المغرب غير النافع”.

وطالب مواطنون وفعاليات مدنية بضرورة فتح تحقيق في الواقعة، وتسريع إصلاح البنيات الصحية وتجهيز المستشفيات الجهوية، بما يضمن كرامة المواطن وحقه في العلاج في آجال معقولة.

هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة تساؤلات حقيقية حول أولويات السياسات العمومية، ومدى التقدم في تنزيل مضامين الدولة الاجتماعية على أرض الواقع، في وقت لا تزال فيه مواعيد طبية أساسية تضرب في الآجال المعقولة عرض الحائط، مما يضع حياة المواطنين في خطر.

مقالات ذات صلة