حافظ بن كمرة يوجه انتقادات حادة لـ”تشويه معالم تازة التاريخية” ويدق ناقوس الخطر حول مستقبل التنمية بالمدينة

في تصريح خلال مشاركته في بودكاست “نقاش في الميدان”، وجه حافظ بن كمرة، المستشار بمجلس جماعة تازة، اتهامات مباشرة للمجالس المتعاقبة بـ “تغييب المصلحة العامة وتشويه المعالم التاريخية للمدينة”، معتبرا أن قطار التنمية متوقف منذ سنوات طويلة بسبب تغليب المصالح الشخصية على حساب هوية المدينة ومستقبلها.
وفي حديثه، أعرب بن كمرة عن أسفه العميق للحالة التي آلت إليها معالم بارزة في تازة، والتي تمثل ذاكرة ووجدانا جماعيا للساكنة. وخص بالذكر ثلاثة مشاريع اعتبرها نموذجا صارخا لسوء التدبير وتبديد المال العام، قائلاً: “حتى المشاريع التي تم إنجازها، للأسف شوهوا بها المعالم”.
أشار بن كمرة إلى أن “حديقة 20 غشت”، التي كانت تعتبر إرثا جميلا ومرتبطا عاطفيا بسكان تازة، تم “الإجهاز عليها بالكامل”. وأضاف أن عملية التشويه هذه كلفت خزينة الدولة ما يقارب “جوج الملاير ونص” (25 مليون درهم)، معتبرا ذلك هدرا مزدوجا: تدمير لإرث المدينة وتبديد للمال العام.
كما تطرق المستشار الجماعي إلى “ساحة الحراش” بالمدينة العتيقة، التي قال إن “الاستعمار الفرنسي لم يجرؤ على المساس بها”، بينما تمكن المسؤولون المحليون من طمس “عبق التاريخ” الذي كانت تفوح به.
ولم تسلم حديقة “جنان السبيل” الشهيرة من انتقاداته، حيث عقد مقارنة مريرة بين حالها اليوم وما كانت عليه في الماضي، وبين نظيرتها في مدينة فاس.
وأوضح أن الحديقة التي كانت تضم أشجارا معمرة يتجاوز عمرها 100 عام تم “إعدامها”، واستبدالها بالإسمنت والحجر، في خطوة أفقدت المدينة أحد أهم متنفساتها الطبيعية والتاريخية.
واختتم بن كمرة تصريحه بالتأكيد على أن هذا الوضع “يحز في النفس”، داعيا إلى مراجعة شاملة لسياسات التهيئة الحضرية بما يحترم تاريخ المدينة ويضمن تنمية حقيقية ومستدامة تخدم مصلحة ساكنة تازة أولا وأخيرا.