الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة: القضاء على التهاب الكبد ممكن بخفض الأسعار والدعم السياسي

دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى تسريع وتيرة الجهود الوطنية للقضاء على هذا المرض الصامت، الذي يحصد أرواح ما يفوق 1.3 مليون شخص سنويًا عبر العالم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يُخلَّد في 28 يوليوز من كل عام.

وتحت شعار “التهاب الكبد: خطوات يسيرة للقضاء عليه”، تسلط الحملة العالمية هذا العام الضوء على أهمية تبسيط خدمات الوقاية والفحص والعلاج، وضرورة إزالة الحواجز المالية والاجتماعية التي تعرقل التصدي للمرض. ويُعد التهاب الكبد من أبرز أسباب الوفاة المرتبطة بأمراض الكبد، خاصة بسبب مضاعفاته الخطيرة مثل التليف وسرطان الكبد.

أرقام مقلقة عالميًا ومحليًا

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 354 مليون شخص عبر العالم يعيشون مع التهاب الكبد من نوع B أو C، بينما يُصاب أكثر من 2.2 مليون شخص سنويًا بأنواع جديدة من المرض، معظمهم يجهلون إصابتهم ولا يحصلون على الرعاية الضرورية.

في المغرب، تقدر وزارة الصحة عدد الحاملين المزمنين لفيروس التهاب الكبد B بـ 245 ألف شخص، و125 ألف شخص لفيروس C. ورغم اعتماد المملكة على الأدوية الجنيسة منذ عام 2015، بما في ذلك “سوفوسبيفير” و”داكلاتاسفير”، فإن تكلفة العلاج لا تزال تمثل عائقًا كبيرًا، إذ تتراوح بين 13,500 و13,647 درهمًا لدورة علاجية واحدة، مقابل أسعار أقل بكثير في دول مثل مصر (477 درهمًا للعلبة).

دعوة لتحديث الاستراتيجية الوطنية

الشبكة المغربية نوهت بالتقدم المحقق من خلال الاستراتيجية الوطنية للفترة 2022-2026، التي تروم خفض نسبة الإصابات والوفيات بـ50%، والوصول إلى القضاء التام على التهاب الكبد C بحلول 2030. لكنها أكدت على ضرورة تحديث هذه الاستراتيجية وتفعيل إجراءات مستعجلة لتجاوز العقبات، من خلال:

  • تعزيز التلقيح، خاصة للأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد B.

  • إطلاق حملات فحص مجانية للفئات الأكثر عرضة.

  • خفض أسعار الأدوية عبر مراجعة المرسوم 2.13.852 المتعلق بتحديد أسعار بيع الأدوية، وتشجيع تصنيع الأدوية الجنيسة.

  • توسيع التغطية الصحية وضمان تعويض 100% لمرضى التهاب الكبد.

  • إشراك المجتمع المدني في مراقبة وتنفيذ السياسات الصحية.

العاملون في الصحة في دائرة الخطر

وسلط البلاغ، توصل الموقع بنسخة منه،الضوء كذلك على الخطر الكبير الذي يواجه العاملين في القطاع الصحي، حيث تتراوح نسبة إصابتهم بفيروسات الكبد بين 5% و30%، خصوصًا في صفوف تقنيي المختبرات والممرضين والقابلات، نتيجة التعامل المباشر مع الدم وغياب وسائل الوقاية. وتوصي الشبكة بإلزامية التلقيح ضد التهاب الكبد B لجميع العاملين، مع توفير معدات الحماية وتكوين مستمر حول الوقاية والتعامل مع حالات التعرض المهني.

نحو بيئة خالية من التهاب الكبد

وأكدت الشبكة، أن المغرب يملك جميع المؤهلات لتحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030، شريطة تبني مقاربة متكاملة تشمل الوقاية، والتشخيص المبكر، وخفض أسعار العلاج، وتحسين شروط عمل الأطر الصحية، مشيرة إلى أن الالتزام الجماعي من طرف الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص هو المفتاح لإنقاذ آلاف الأرواح.

مقالات ذات صلة