تفاصيل خطة المغرب الاستباقية لمكافحة حرائق الصيف

أطلق المغرب خطة عمل تهدف إلى مكافحة الحرائق الصيف المقبل، عبر التحرّك مسبقاً لمنع اندلاعها والتهامها الغطاء النباتي، وتجنّب تهديد الغابات التي تغطي نحو 12 في المائة من مساحة البلاد وتتعرّض سنوياً لحرائق متفاوتة بحسب الظروف المناخية والسلوك البشري. وأُطلقت هذه الخطة مبكراً في منتصف ماي الجاري استباقاً لما قد يشهده الصيف من حرائق.
وأعقب ذلك كشف اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات إجراءات مالية ولوجستية وتقنية، وتخصيص نحو 16 مليون دولار لتعزيز جهود مكافحة حرائق الغابات خلال الصيف، كما أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات توفير وسائل للحدّ من اندلاع الحرائق، من خلال تعزيز دوريات المراقبة من أجل الرصد والإنذار المبكر، وكذلك وضع استراتيجية للتدخل المبكر، وتنفيذ حملات التوعية، وإصدار النشرات والبيانات التحذيرية بشأن مخاطر حرائق الغابات. ومن وسائل الحدّ من اندلاع الحرائق أيضاً فتح وصيانة مسالك وتجهيز مصدّات للنار في الغابات، وتهيئة نقاط توفر المياه وصيانة أبراج المراقبة، وشراء سيارات جديدة للتدخل الأولي.
وقال المدير العام الوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، إن “عدد حرائق الغابات في المغرب بلغ 382 العام الماضي، بتراجع 82 في المائة عن عام 2023″. وتحدث عن التهام الحرائق نحو 874 هكتاراً، نحو نصفها أعشاب ثانوية ونباتات موسمية”، ولفت إلى أن “غالبية حرائق الغابات تُعزى إلى ممارسات بشرية غير مسؤولة”. وفي ما يتعلق باستراتيجية التدخل المبكر لمحاربة الحرائق، أفادت الوكالة بأن “سياسة الوقائة التي تبنّاها الشركاء المعنيون، ومن بينهم وزارة الداخلية والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية (الجيش)، ساهمت في السيطرة على 95 % من الحرائق قبل أن تصل إلى المساحات المتضررة”.
من جهته، أوضح الخبير في البيئة شكيل عالم أن “الوقاية هي مفتاح نجاح التحكم بالحرائق، ومن الضروري تنقية الغابات من الأشجار القديمة والميتة التي تعد أحد أسباب الانتشار الكبير للحرائق، والسلطات تعمل لتنقية جوانب في طرقات وبعض المناطق، لكن العملية يجب أن تشمل باقي المناطق المهددة بحرائق، خاصة في الشمال والشمال الشرقي”. وأشار إلى أن مناطق الشرق تحتوي على غابات قديمة، مثل سيدي بوعافة وتافوغالت والغابات القريبة من مدينة الناظور، محذراً من تسبب الأشجار القديمة والميتة في حرائق لأنها يابسة وذات قابلية كبيرة للاشتعال. ودعا إلى غرس أشجار جديدة للحفاظ على التنوع البيئي، والاعتماد على أشجار غير قابلة للاشتعال وتتميّز بقدرتها على تحمل تقلبات المناخ، وقال: “رغم الجهود التي تبلها سلطات الوقاية، يجب تكثيف حملات التوعية لسكان الغابات والزوار”.
إلى ذلك نشرت الوطنية للمياه والغابات بيانات للتحذير من مخاطر حرائق الغابات، والتي وصفتها بأنها “آليات أساسية لتوعية السكان وتعزيز مستوى اليقظة والاستعداد”.
(الأناضول)