صوت نقدي لا يهدأ.. مصطفى الفن يسائل تدبير الجائزة الكبرى للصحافة
نشر الصحافي مصطفى الفن تدوينة مطولة حول الجائزة الكبرى للصحافة، انتقد فيها معاييرها المعتمدة وطريقة تدبيرها، مسلطا الضوء على ما يعتريها من أعطاب بنفس مهني وجرأة معروفة عنه. ومثلما عودنا دائما، يلامس مصطفى الفن القضايا الكبرى والشائكة دون تردد، مبادرا إلى طرح الأسئلة التي يجب أن تطرح، وبحدة الصحافيين الكبار الذين لا يترددون في مساءلة المؤسسات والقرارات. جيد أن يظل الصوت النقدي حاضرا، وجيد أن يبقى مصطفى الفن في الصفوف الأمامية حيث ينبغي للصحافة أن تكون.
وفي ما يلي نص المقال كاملا
جيد جدا أن تكون للصحافيين المغاربة جوائز كبرى وجوائز صغرى..
وجيد جدا أن تخصص الجهات الوصية منحا مالية محترمة للفائزين في حفل تحضره الحكومة في شخص أكثر من وزير ويحضره أناس كثيرون بدعوة وحتى بدون دعوة..
نعم جيد جدا أن تكون للصحافيين مثل هذه الجوائز ليس فقط في سياق الاعتراف بما يبذلونه من مجهودات وبما يقدمونه من خدمات عمومية ولو في ظروف مهنية صعبة..
ولكن أيضا لأن هذه المهنة لها خصوصية خاصة ومفروض أن تكون لها أدوار ريادية ..
ومفروض أن تكون سلطة مضادة لا سلطة بلا أنياب أو سلطة تتماهى في كل شيء مع “السلطوية” نفسها أو مع “سلطة المال” نفسها..
وأنا لا أتحدث هنا عن أصدقائي وزملائي في المهنة لأني لا أملك إلا أن أهنئ كل المتوجين والمتوجات..
بل أنا أتحدث هنا عن القائمين على هذه الجائزة بالتحديد..
لماذا؟..
لأنه آن الأوان لإصلاح ما يمكن إصلاحه في هذه الجائزة التي لا أعتقد أنها تستحق أن تحمل لقب “الجائزة الكبرى”..
إذ لم يعد سرا اليوم أن هذه الجائزة تكرر نفسها بنفس الوجوه وبنفس الفائزين وبنفس اللجان المشرفة وربما حتى بالاستعانة ببعض أعداء الصحافة..
بل هناك حتى حديث عن زبونية وعن “تضارب المصالح” وعن “تسول” وعما هو أسوأ من ذلك بكثير في عملية توزيع ريع هذه الجائزة..
في كل بقاع الدنيا، الذي يفوز بجائزة للصحافة هو عمل صحفي خلق أزمة سياسية في البلد..
أو عمل صحفي أسقط وزيرا وأسقط حكومة..
أو تحقيق صحفي أحدث ضجة وكان له ما بعده..
أو تحقيق غير حياة الناس وكان له تأثير في حياة الناس..
نحن ربما البلد الوحيد الذي لا نعرف ما هي المعايير المعتمدة في الفوز بالجوائز الصحفية..
ونحن ربما البلد الوحيد الذي يمكن للصحافي أن يفوز بالجائزة الكبرى للصحافة لأكثر من مرة وربما ب”التناوب التوافقي” على عمل صحفي لم يقرأه أحد وفي جريدة لم تصدر بعد..
..
مصطفى الفن



