الشبيبة الاشتراكية بجهة الدار البيضاء تُحذر من تفاقم أوضاع الشباب وتدعو إلى إصلاحات شاملة

سجلت الشبيبة الاشتراكية بجهة الدار البيضاء – سطات، قلقًا بالغًا إزاء ما وصفته بـ”الضبابية الاقتصادية والانحباس السياسي والاجتماعي” الذي يطبع المرحلة الراهنة، معتبرة أن فئة الشباب، باعتبارها ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي، تعيش ظروفًا معقدة تهدد مستقبلها وتعطل مساهمتها الفعلية في بناء الوطن.
جاء ذلك في بلاغ توصل به موقع “الميدان بريس”، عقب اجتماع موسع عقدته الشبيبة يوم السبت 29 يونيو 2025، بالمقر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بمدينة سطات، خصصته لتدارس عدد من الملفات الوطنية والمحلية والتنظيمية.
وأشار البلاغ إلى أن البطالة تظل من بين أبرز التحديات التي تواجه الشباب المغربي، حيث أوردت الشبيبة أرقامًا مقلقة، من بينها ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب إلى 39.5% خلال الربع الثالث من سنة 2024، رغم تسجيل تراجع طفيف لاحقًا. كما أبرزت أن نسبة البطالة بين خريجي الجامعات بلغت 19.6%، إلى جانب توسع قاعدة الشباب من فئة NEET (أي غير المتمدرسين، غير النشيطين اقتصاديًا، وغير المستفيدين من التكوين)، وهو ما اعتبرته دليلاً واضحًا على “غياب استراتيجية حكومية حقيقية” تجاه هذه الفئة.
وفي السياق ذاته، نبهت الشبيبة الاشتراكية إلى ما سمته بـ”الغلاء الطاحن” الذي يعاني منه الشباب، خصوصًا في ما يتعلق بتكاليف المعيشة والسكن، مشيرة إلى أن هذا الوضع يحول دون تحقيق أبسط أحلامهم في ظل صمت السياسات العمومية وعجزها عن ضمان الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.
كما عبرت عن قلقها العميق من التراجع المتواصل في جودة التعليم العمومي والخدمات الصحية، معتبرة أن هذا الانحدار يعمق الفجوة الاجتماعية ويعرقل مسار التنمية. وجددت رفضها المطلق لمنطق الخوصصة والتقشف، داعية إلى الاستثمار الجاد في الإنسان باعتباره أساسًا لأي تحول تنموي حقيقي.
سياسيًا، انتقدت الشبيبة ما اعتبرته “تهميشًا ممنهجًا” لدور الشباب في صناعة القرار، حيث يظل حضورهم – حسب البلاغ – شكليًا وموسميًا خلال الحملات الانتخابية، دون إشراك فعلي وحقيقي في مراكز القرار. كما نددت بتراجع مشاركة الشابات، نتيجة ما وصفته بـ”الهجوم المستمر على الحضور النسائي في النقاشات العمومية”، مما يؤثر سلبًا على روح المبادرة والمساواة.
وجددت الشبيبة رفضها التام لتفويت المؤسسات العمومية للقطاع الخاص، محذّرة من استمرار غياب أو إغلاق فضاءات الشباب والثقافة، التي ترى فيها مكونًا أساسيا للتربية والتنمية النفسية والاجتماعية، وليس ترفًا.
وفي ختام بلاغها، دعت الشبيبة الاشتراكية بجهة الدار البيضاء – سطات إلى اعتماد سياسات عمومية جريئة وشاملة، تعالج بشكل جذري الأزمات التي تواجه الشباب، مؤكدة أن مستقبل المغرب لن يتحقق دون تمكين فعلي للشباب في مجالات التكوين، التشغيل، والمشاركة الديمقراطية.
وعلى الصعيد الدولي، شددت الشبيبة على تشبثها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، معتبرة إياها “قضية مبدئية ومركزية”، وتعهدت بمواصلة العمل التوعوي والميداني الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.