دقت ساعة الحسم.. لا حل لنزاع الصحراء المغربية خارج سيادة المملكة

جددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيد اعترافها بسيادة المغرب على كامل صحرائه، تأكيدا للموقف الذي أبلغ به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الملك محمد السادس، سنة 2020، وأنه لا حل لهذا النزاع المفتعل خارج سيادة المملكة المغربية.
وجدد كاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو، “التأكيد على أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء”، فيما أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون تقديم مشروع قانون أمام الكونغرس الأمريكي، لتصنيف ميليشيا البوليساريو، المدعومة من الجزائر، كمنظمة إرهابية، وهي مواقف منسجمة مع التاريخ والجغرافيا، وتؤكد صوابية الطرح المغربي وحقوقه التاريخية المشروعة.
اليوم أصبح المغرب يجني ثمار دبلوماسية تتحرك بمنطق التاريخ والجغرافيا، والوقائع على الأرض، بعيدا عن الانفعالات اللحظية غير المحسوبة، وصارت مواقف المملكة لها صدى لدى عدد من العواصم المؤثرة في المشهد الدولي (باريس، مدريد، واشنطن.. ) وتسير الرباط اليوم لطي هذا الملف الاقليمي المفتعل ونزع هذه الحصى من حذاء المملكة، بفضل عمل دبلوماسي محكم يقوده عاهل البلاد.
أصبح المنتظم الدولي يعلم جيدا أن وجود عصابة مسلحة في منطقة الصحراء والساحل التي تغلي بوجود الجماعات المتطرفة وعصابات تهريب السلاح، سيفتح المنطقة على نفق لا يعلم أحد كيف الخروج منه، ويفتح مستقبلها على المجهول، ويقف حجرة عثرة أمام استثاب الأمن والهدوء والاستقرار، والتفكير الجدي في مستقبل المنطقة، وفي الأجيال الصاعدة، والتحديات التي تواجهها.
اللافت أن المغرب أضحى شريكا دوليا موثوقا فيه، وأحد ركائز الاستقرار بالمنطقة، واقتناع المنتظم الدولي أنه لا داعي إلى جر المنطقة إلى مزيد من التوتر، وهي على حدود ملتهبة بمنطقة الصحراء والساحل.
التأكيد الأمريكي سيكون له ما بعده داخل مجلس الأمن، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعد صاحبة القلم في قضية الصحراء، وعضو دائم يملك حق الفيتو، سيدفع إلى إيجاد حل نهائي تحت السيادة المغربية وطي هذا الملف الذي عمر طويلا، وأصبح يشكل خطرا وتهديدا للأمن بمنطقة الصحراء والساحل، إضافة إلى أن المسؤولة الرفيعة للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الأمريكي، ليزا كنا، أبلغت المبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، أن “مبادرة المغرب للحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، هي الحل الوحيدة لحل ملف الصحراء”، مما يعني أن واشنطن مرت إلى السرعة القصوى لإنهاء هذا النزاع المفتعل.
أصبح لزاما على الدبلوماسية المغربية استثمار هذا الزخم الدولي في إنهاء هذا الصراع الإقليمي المفتعل، والدفع نحو إنهاء مهام المنورسو” ، انسجاما مع موقف واشنطن الداعم لسيادة المغرب على صحرائه، مما يعني أنه لا جدوى من وجود هذه البعثة الأممية فوق التراب المغربي، مهمتها تنظيم الاستفتاء، الذي لم يعد مطروحا نهائيا، وكذلك تأتي جدوى إنهاء مهام البعثة الأممية تماشيا مع توجه واشنطن نحو تقليص نفقات الأمم المتحدة وبعثاتها لحفظ السلام.
استطاعت المملكة المغربية أن تقدم حلا واقعيا نال إشادة دولية متزايدة، كما علمت المملكة على إطلاق مشاريع تنموية كبيرة بأقاليمها الجنوبية، هو ما يؤكد حسن نية المغرب في إنهاء النزاع، بعيدا عن الشعارات، وإنما انطلاقا من العمل في الميدان.
ومع توالي الانتصارات الدبلوماسية للرباط، أصبحت الدول تدرك جيدا، أن قضية الصحراء غير قابلة للنقاش بالنسبة للمملكة، وهي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمغاربة، كما أصبحت تعي أن مصالحها الإستراتيجية تكمن في التقارب مع المغرب، الذي أصبح شريكا دوليا موثوقا فيه وبلدا آمنا ومستقرا، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية، وقبله الإسباني والألماني إضافة إلى اعتراف عدد من الدول بالمقترح المغربي، وهي الدول التي ترى في المملكة صمام آمان بالمنطقة.
وهكذا، تمكنت الدبلوماسية المغربية من حشد دعم مجموعة الدول، التي اقتنعت أن الطرح المغربي جاد وذو مصداقية، تزكيه الاستثمارات الضخمة بالاقاليم الجنوبية ومشاركة نخبها في المؤسسات المنتخبة، سواء محليا أو جهويا أو على المستوى البرلماني.
حسن قديم
مدير موقع الميدان بريس