الوحدة الوطنية المغربية.. ثوابت راسخة تحت لواء إمارة المؤمنين ورفض الاصطفاف الإيديولوجي

تُجسّد المملكة المغربية نموذجًا وطنيًا متفردًا، لا يُقاس بمقاييس الإيديولوجيات المستوردة، ولا ينتمي لتصنيفات اليمين أو اليسار، أو التيارات الليبرالية والمحافظة. فهو نموذج مستند إلى تاريخ عريق، تتصدره مؤسسة إمارة المؤمنين، التي تُمثل ركيزة دينية وسياسية تجمع بين الشرعية التاريخية والبيعة المتجددة، وتشكل ضمانة لوحدة الوطن واستقراره.

المغاربة مرتبطون بملكية عريقة تُعبّر عن روح الانتماء والوحدة، وليست مجرد نظام حكم. فالمؤسسة الملكية تظل فاعلاً جامعًا، قادرة على الإصلاح والتقريب، ومنفتحة على التعدد والاختلاف ضمن إطار الثوابت الوطنية.

في القضايا الكبرى للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يُجسد المغرب موقفًا مبدئيًا ثابتًا، نابعًا من قناعاته الراسخة. وتُجسد رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس التزامًا عمليًا، بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو خطاب شعبوي، عبر جهود ميدانية وإنسانية ودبلوماسية متواصلة.

أما من يحاول التشويش على هذا النموذج الوطني، أو يسعى لإثارة الفتنة وبث الفرقة، فهؤلاء خارج الإجماع الوطني. الشعب المغربي، بوعيه وتماسكه، يرفض محاولات المسّ بالثقة التي تربطه بمؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. فالعلاقة بين الملك والشعب ليست ظرفية ولا سطحية، بل علاقة روحية وتاريخية تتجدد يومًا بعد يوم.

الوحدة الوطنية المغربية ليست شعارًا، بل واقع متجذر في الوعي الجمعي. المغاربة متمسكون بثوابتهم، وملتفون حول مؤسساتهم، ويدركون وجهتهم بوضوح، دون أن تنال منهم حملات التشكيك أو محاولات الاصطفاف الإيديولوجي العابر.

ياسر الوادي العلوي

مقالات ذات صلة