تصاعد الاعتداءات العنصرية ضد المغاربة بإسبانيا… وفعاليات حقوقية تدق ناقوس الخطر

أدانت عدد من الجمعيات والهيئات المغربية التقدمية والديمقراطية بأوروبا، في بلاغ مشترك توصل به موقع الميدان بريس، الاعتداءات العنصرية الخطيرة التي تعرض لها المهاجرون المغاربة، وخاصة ببلدة توري باتشيكو بإقليم مورسيا جنوب إسبانيا، منذ مساء يوم الجمعة الأخير، والتي أعادت إلى الأذهان أحداث إيخيدو سنة 2000.
وجاءت هذه الاعتداءات بعد حادثة اعتداء على مواطن إسباني من طرف مجهولين لم يتم تحديد هويتهم بعد، وهي الحادثة التي استغلها اليمين المتطرف، المسيطر على بلدية توري باتشيكو وحكومة الإقليم، للتحريض على الكراهية، والدعوة إلى مظاهرة غير مرخصة رُفعت خلالها شعارات عنصرية ضد المهاجرين المغاربة. وسرعان ما تحولت هذه المظاهرة إلى أعمال عنف طالت ممتلكات المغاربة، من محلات تجارية ومركبات، وسط أجواء من الرعب والملاحقة.
وسلط البلاغ الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها العمال الزراعيون المغاربة في منطقة مورسيا، حيث يعانون من استغلال ممنهج، تدني في الأجور، وانعدام الحماية الاجتماعية، رغم كونهم يشكلون ركيزة أساسية في الاقتصاد الفلاحي المحلي. كما أشار إلى أن السكن غير اللائق وانعدام شروط العيش الكريم يمثلان جزءاً من معاناة يومية لهؤلاء العمال.
وأكدت الهيئات الموقعة أن حزب “فوكس” اليميني المتطرف يستغل كل فرصة لتغذية الكراهية العنصرية، عبر خطاباته العدائية تجاه المهاجرين، بما فيها تصريحاته داخل البرلمان الإسباني، دون أن تواجهه مؤسسات الدولة والقضاء بأي رد فعل حازم يضع حداً لهذا التوجه الخطير الذي يهدد التعايش والسلم الاجتماعي في إسبانيا.
وأعلنت الجمعيات والهيئات المغربية تضامنها الكامل مع الجالية المغربية وكافة المهاجرين ضحايا هذه الاعتداءات، كما عبرت عن دعمها لكل القوى الحية المناهضة للعنصرية، وعلى رأسها اليسار الإسباني الذي يلعب دوراً محورياً في الدفاع عن الحقوق الإنسانية، ومناهضة كافة أشكال الإقصاء والتطرف.
وطالبت هذه الهيئات السلطات الإسبانية، محلياً وجهوياً ووطنياً، باتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة لحماية المهاجرين من العنف العنصري، وإنصاف الضحايا، ووضع حد للإفلات من العقاب، كما حملت المسؤولية للسلطات المغربية، من سفارات وقنصليات، ولوزارة الخارجية، من أجل التدخل الفوري والدفاع عن كرامة وسلامة المواطنين المغاربة المقيمين بإسبانيا.
وفي ختام البلاغ، دعت الجمعيات إلى وحدة كل القوى الديمقراطية، السياسية، الجمعوية والنقابية، للتصدي الجماعي لخطاب وممارسات اليمين المتطرف، وبناء جبهة قوية ضد العنصرية والتمييز بكل أشكاله.