مغرب بسرعتين.. دوار تازروفت بأزيلال يعيش العطش والسلطات تكتفي بالصمت

 يعيش سكان دوار تازروفت التابع لجماعة سيدي يعقوب بإقليم أزيلال، كارثة حقيقية اسمها العطش، وسط تجاهل تام من المسؤولين، وصمت مريب من السلطات المحلية والمنتخبين، في مشهد يعيد المغرب عقودا إلى الوراء.

وأصبح اليوم الدوار، الذي كان يعتمد منذ سنوات طويلة على عين طبيعية كمصدر وحيد للماء الصالح للشرب، دون أي مورد مائي بعد أن جفت تلك العين بالكامل نتيجة الجفاف والتغيرات المناخية، دون أن تتحرك أي جهة لتعويض هذا المصدر الحيوي.

ويجبر السكان يوميا على قطع مسافات طويلة، تصل إلى ساعتين على ظهور الدواب، فقط من أجل جلب كمية محدودة من الماء بالكاد تكفي للشرب، في مشهد مهين لا يليق بدولة تتحدث عن مشاريع كبرى وتنمية مستدامة.

الفضيحة الكبرى، كما يصفها بعض المتضررين، أن معاناتهم ليست جديدة، بل رفعوا بشأنها عشرات الشكاوى والمراسلات منذ سنوات، دون أن يتغير شيء. لا السلطات الإقليمية تحركت، ولا المجالس المنتخبة قامت بدورها، ولا حتى البرلمانيون الذين يظهرون فقط في الحملات الانتخابية، قدموا أي مبادرة.

وعلى بعد كيلومترين فقط من الدوار، يوجد صهريج لتزويد دوار آيت بوسرحان بالماء الصالح للشرب، ما يجعل إمكانية ربط دوار تازروفت به حلا واقعيا وقابلا للتنفيذ، لو توفرت الإرادة الحقيقية لدى الجهات المعنية، وعلى رأسها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب.

في انتظار تحرك طال أمده، يبقى الحق في الماء – وهو حق دستوري وإنساني – معلقا في تازروفت، بينما تستمر معاناة السكان في صمت، وكأنهم خارج حسابات الدولة، أو لا يستحقون الحياة بكرامة.

مقالات ذات صلة