تنغير.. أرض الكفاءات و الامكانيات.. معا نصنع المستحيل

في إقليم تنغير، حيث تتقاطع جبال الأطلس الكبير والصغير مع أودية تحكي تاريخ الأجداد، ينبض كل دوار وزقاق بأصداء الحلم والطموح، لكنه يبقى محاصرا بين إمكانات طبيعية هائلة وفرص تنموية متأخرة. هنا، حيث تتحدى التضاريس الصعبة والحاجيات المتزايدة، نطلق هذه الرسالة: لنصنع مستقبلا لأرضنا من داخلها، لا أن ننتظره من بعيد، ولتكن إرادتنا هي الحافز نحو تنمية مستدامة وجذرية.
الأرقام—دعوتنا مدعومة:
يبلغ عدد سكان الإقليم حوالي 323,805 نسمة في 2024، مقارنة بـ 322,412 نسمة في 2014، في مساحة شاسعة تصل إلى 13,007 كم² .
لذا تسجل الكثافة السكانية نحو 25 نسمة/كم²—رقم منخفض يعكس هشاشة البنية الأرضية رغم الشساعة .
تم إطلاق مشاريع تنموية ضخمة: بلغت القيمة الإجمالية أكثر من 3.913 مليار درهم عبر أكثر من 113 مشروعًا في قطاعات حيوية كالماء، الطرق، الصحة، التعليم، الكهرباء، التطهير، محطات معالجة المياه العادمة وغيرها .
بين 2021 و2024، تم تدشين 292 مشروعًا بتكلفة تقارب 800 مليون درهم عبر التدخل التشاركي المحلي .
في مجال الفلاحة، خصّص برنامج “الجيل الأخضر” لتنمية سلسلة التفاح في جماعات أمسمرير وتيلمي وإغيل نومكون وأيت هاني وأسول مبلغ 161 مليون درهم، شمل تجهيزات، غرس أشجار وتأسيس وحدات تثمين، مستفيد منه ما يقارب 6,000 شخص وخَلّف نحو 173,000 يوم عمل .
تم فك العزلة عن 41 دوارًا عبر بناء 42 كلم من الطرق (2018–2021)، وفي 2022–2023 تم إنجاز 32 كلم إضافية بتكلفة تفوق 23.4 مليون درهم .
ولكن، رغم كل هذه الجهود، تبقى الأسئلة المؤلمة:
كيف لا تزال نسب البطالة مرتفعة رغم هذه التحركات القوية؟
لماذا لا تظهر مبادرات فلاحية وحرفية محلية ترتقي بالإقليم رغم موارد طبيعية وسياحية فريدة؟
مضايق تودغى ودادس و”ليكورج” لا تزال تحت وطأة الإهمال .
كيف لا تستغل واحات الإقليم كمنتوج سياحي متكامل يثبت الزائر ويغل المسؤول عن سياحة العبور؟ .
لماذا لا تُستثمر الأماكن الطبيعية والتاريخية—مثل صاغرو، الجسور، وادي الورود، مضايق دادس وتودغى—ضمن دينامية تنموية مستدامة؟
الواقع يفرض ذاته:
التفاوت التنموي بين الجماعات المحلية يعني أن بعض الجماعات نجحت في استثمار مشاريع فعلية، بينما فشلت أخرى في تلبية الحاجيات الأساسية من صحة وتعليم وبنية تحتية، بسبب ضعف الكفاءة المحلية وأزمة النخب المؤطرة .
يراد من هذا الخطاب أن يترجم إلى فعل، عبر إزالة منطق الإيغوسيستم (الأنا والمصالح الشخصية) والكاكستوقراطية (حكم الأقل كفاءة)، نحو نهج تشاركي ومؤسسي متجدد.
الحلم:
أن يكون لكل مواطن في تنغير صوت في النهوض بإقليمه، وأن نبني مرجعية تنموية واضحة، مذهلة، تخرجنا من تغلغل الجمود. حان الوقت لتحويل الحلم إلى فعل، وإعادة رسم وجه تنغير القوي، النابض بالحياة، والمستعد لأجيال الغد.
*معا، وبإصرار والتزام، نضيء الطريق نحو تنغير التي نريدها.*