المناضل السيد هناوي كفى مزايدة باسم فلسطين فقد انكشف القناع

الخلط المتعمد بين المعتقدات الدينية، الانتماءات الثقافية، والمواقف السياسية، أصبح أسلوباً معروفاً لدى من يُتقن الاصطياد في الماء العكر ويعيش على إثارة العواصف في فنجان.
جاكي كادوش مواطن مغربي يهودي، يمارس شعائره كما يكفل له الدستور، ومشاركته في ندوة سياسية لا تعني بتاتاً أن كل الحاضرين يزكون مواقفه أو يمثلونه، أما من يربط حضوره مباشرة بـخيانة وطنية أو تطبيع جماعي، فهو إما جاهل بالدستور أو متورط في توزيع الوطنية بالوكالة.
لكن الأخطر، هو السكوت ـ أو التواطؤ ـ مع التصريح المقزز والحقير لرئيس جمعية “شراكة” الذي قال إن الرسول كان صهيونياً!
هل سمعنا لك إدانة؟
هل خرجت لتدافع عن نبي الإسلام كما تفعل حين تنتفض على صورة أو بوق؟
أم أن ميزان الغيرة عندك يختلّ حين يكون المستهدف هو دين الأمة لا حزب أوزين؟
استعمالك لأسماء مثل الشيخ الفيزازي، أحمد عصيد، ومحمد أوزين، كـ”محور صدمة”، ليس إلا محاولة فاشلة لجرّ النقاش من سياقه السياسي العقلاني إلى مستنقع التحريض والتشهير، حيث تُتقن اللعب وتستجدي الأضواء.
نقاش التطبيع، إن أردناه فعلاً نبيلاً، فيجب أن يُبنى على المواقف الرسمية، على التصريحات السياسية، لا على شعائر دينية تُعرض كأنها فضائح وطنية، ولا على صور مجتزأة تُقدّم خارج سياقها كدليل إدانة.
سيدي، فلسطين ليست غطاءً لمعاركك الصغيرة.
والقدس ليست سلعة تستعملها كلما أردت جلد حزب أو شيطنة خصم.
والمغاربة، بمن فيهم الحركيون، لا يقبلون دروس الوطنية من منابر متلونة تخلط بين النضال والاصطياد.
كمال لعفر رئيس الطلبة الحركيين