لماذا تزعج حركة صحراويون من أجل السلام جبهة البوليساريو؟
ردا على الأخبار الزائفة التي نشرها كل من El Independiente و El Confidencial.
إنّ ما نُشر من مغالطات ليس سوى تكرار للاتهامات المستهلكة نفسها التي دأبت جبهة البوليساريو على استخدامها ضد كل من يجرؤ على طرح بديل سياسي، وهي اتهامات مبنية على إيحاءات بلا أدلة، وخلط متعمد، ونية واضحة لإسكات التعددية الصحراوية، ومن هنا تفرض نفسها بعض التوضيحات الأساسية:
1. حركة صحراويون من أجل السلام ليست “واجهة”، بل مبادرة صحراوية أصيلة.
نشأت الحركة من إرادة آلاف الصحراويين، يُشكل المنشقون عن البوليساريو، والوجهاء، والدبلوماسيون، والمثقفون، وبالأخص ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، شطرا كبيرا منهم.
هؤلاء ليسوا “عملاء” ولا “أذرعًا إعلامية”، بل صحراويون عايشوا من الداخل الانحرافات السلطوية للبوليساريو، واختاروا طريقا سلميا وواقعيا.
2. اتهام كل مخالف بأنه “خائن” هو سلوك تنظيمي متصلب بطبيعته.
من المفارقة “بل من الدلالات الواضحة” أن تتجرأ جبهة فرضت لعقود نظاما سلطويا، قبليا وقمعيا، تعرّض فيه مئات الصحراويين للتعذيب والاعتقال والاختفاء، على توزيع شهادات “الشرعية” و”الولاء”.
إن وجود حركة صحراويون من أجل السلام هو نتيجة رفض آلاف الصحراويين لهذا النموذج الواحد، المتصلب والعنيف، الأقرب إلى نظام ديكتاتوري منه إلى حركة تحرير.
3. لقاء المسؤولين الدوليين بقيادة حركة صحراويون من أجل السلام ليس “تلميعًا”، بل اعتراف بحقيقة قائمة:
لم تعد البوليساريو الصوت الوحيد للصحراويين، العالم يدرك اليوم أن جزءًا واسعًا من الصحراويين يرفض الاستمرار في الطريق المسدود نفسه، تحت المعاناة ذاتها، وبقيادة مغلقة منذ 50 عامًا.
العلاقات الدولية تعترف بالتعددية، لا بالإجماع المفروض بالقوة.
4. تقديم صحراويون من أجل السلام كأداة لـ”تلميع الاحتلال” تضليل فج.
الحركة تقدّم مقاربة سياسية تقوم على:
السلام، الحوار، الاعتراف المتبادل، حل واقعي ومتفاوض عليه وسلمي.
وهي المبادئ التي تدعمها كل جهة دولية مسؤولة، أما معاداة الحوار والسلام فتعني الحكم على الصحراويين بالبقاء في صراع بلا أفق، لا يستفيد منه سوى قيادة البوليساريو، وليس الصحراويون أنفسهم.
5. اعتبار أي حل تفاوضي “خيانة” يعكس رؤية متطرفة وجامدة.
لا يمكن لقضية سياسية أن تستمر إذا رفضت الحوار وتطوير أساليبها واحترام تعدد الأصوات.
حصر القضية الصحراوية في حزب واحد ورؤية واحدة وحقيقة واحدة هو تزييف للتاريخ وإنكار للحق الطبيعي للصحراويين في التعددية السياسية.
6. والتاريخ لن ينسى جرائم البوليساريو.
المقابر الجماعية، والتعذيب، والتصفيات الداخلية، وإسكات الكوادر، والعنف ضد النساء والمعارضين، هذه هي الصورة الحقيقية التي يُراد طمسها خلف الخطابات التحريضية،
أما صحراويون من أجل السلام فقد وُلدت كحركة تحمل قيم المصالحة والسلام والكرامة لا الإقصاء ولا الانتقام.
الخلاصة
النص الذي نرد عليه لا يبحث عن الحقيقة، بل عن شيطنة كل صحراوي يجرؤ على التفكير المختلف.
غير أن الصحراويين ليسوا مِلكا خاصا للبوليساريو، ولهم الحق ” بل الواجب” في طرح بدائل سياسية بعد خمسين عاما من الإخفاقات والمعاناة والانقسامات.
إن صحراويون من أجل السلام تمثل هذا البديل:
صوتا تعدديا سلميا وعصريا، ووقورا، يستند إلى آلاف الصحراويين الذين يؤمنون بأن المستقبل يُبنى بالسلام، لا بالترهيب.
محمد شريف
رئيس لجنة العلاقات الخارجية
بحركة صحراويون من أجل السلام



