في حوار مع “الميدان”.. شقران يحذر من “جوقة المصالح” ويطالب بمصالحة فورية لإنقاذ مستقبل الاتحاد الاشتراكي

حاوره- حسن قديم

في ظل الأوضاع المتجددة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتصاعد حالة التوتر بين أجنحته، أجرينا حوارا مع رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سابقا والعضو السابق بالمكتب السياسي للحزب شقران أمام، الذي تناول خلاله عدة قضايا جوهرية تتعلق بمستقبل الحزب، وسير عمل اللجنة التحضيرية، بالإضافة إلى ممارسات القيادة الحالية وتأثيرها على أداء الحزب.

وتناول الحوار مساعي تعديل القانون الأساسي التي تُطرح كمدخل لولاية رابعة، حيث استوضحنا من شقران تفاصيل هذه المساعي والجهات التي تقودها.

كما أبدى رأيه حول ما وصفه بـ”القيادة التي تمسك بعنق الحزب حتى حد خنقه”، مقدما قراءة نقدية لأبرز الممارسات والقرارات التي أدت إلى هذه الحالة، ومؤكدا في الوقت ذاته ما إذا كان قد تم طرح بدائل داخل الأروقة الحزبية قبل اللجوء إلى النقد العلني.

كما استعرض شقران رؤيته حول ضرورة إعادة تحديد بوصلة الحزب لمستقبله السياسي، وشاركنا ملامح المشروع السياسي البديل الذي يعمل عليه، مع تسليط الضوء على الخطوات المقبلة.

في هذا الحوار، نغوص في عمق التحديات التي تواجه الحزب، ونستمع إلى صوت أحد قياداته البارزة.

وفي ما يلي نص الحوار

1. أشرتم إلى وجود “مساع لتعديل القانون الأساسي كمدخل لولاية رابعة للكاتب الأول للحزب إدريس لشكر”، هل لديكم معطيات دقيقة أو وثائق تؤكد هذا التوجه داخل اللجنة التحضيرية؟ ومن تقصدون تحديدا بالجهات التي تقود هذا المسعى؟

  • توصلت من قبل إخوة في المكتب السياسي للحزب بوثيقة ” مقترحات حول إعادة صياغة النظامين الأساسي والداخلي، وانطلاقا من القضايا المعروضة للنقاش ” تتضمن مجموعة من المقترحات اللافت فيها، بعد قراءة أولية، شرعنة الولاية الرابعة في إطار مجموعة من التعديلات التي تستحق وقفة نقاش هادئ في علاقة بواقع الحزب والآثار السلبية علي بنيته التنظيمية منذ المؤتمر العاشر. و في هذا الباب لا يمكن الحديث عن توجه اللجنة التحضيرية، و لكن عن إستمرارية التحضير وفق ما يروم الكاتب الاول للحزب و محيطه الوصول إليه، لأن التحضير نفسه، بطريقة تعيين اللجنة التحضيرية و عدد اللجن و غير ذلك، يعكس حالة الاختناق التي يعيشها الحزب إن على مستوى الحياة الديمقراطية داخله أو في علاقة ببنيته التنظيمة و الاسئلة الكبرى التي يطرحها الاتحاديات والاتحاديين من أبناء الحزب كل من موقعه.

2. قلتم إن القيادة الحالية “تمسك بعنق الحزب حدّ خنقه”، ما هي أبرز الممارسات أو القرارات التي تعتقدون أنها ساهمت في هذا الوضع؟ وهل حاولتم طرح بدائل داخل الحزب قبل اللجوء إلى النقد العلني؟

  • لا يتعلق الأمر بنقد علني من عدمه، سيما في ظل وضع خطير لم يعد فيه الفضاء الاتحادي يقابل الرأي بالرأي الآخر في ظل القيادة الحالية، فالامر يرتبط بمسار حزب وبمصيره في ظل تراجعات خطيرة أثرت في صورته و مصداقيته لدى الرأي العام الوطني، لذلك سيكون من الضروري تقييم الوضع الحالي بكل موضوعية، ليس من باب تحميل الآخر مسؤولية وضع حزبي غير مقبول، و لكن كمدخل لتجاوز الاخطاء و فتح مسارات مستقبل أفضل للحزب بإرادة من مناضلاته و مناضليه.
  • وقد نبهت شخصيا، وفي أكثر من مناسبة، إلى ضرورة الانصات للرأي الآخر وتجاوز الأخطاء و الابتعاد عن الذاتية في قراءة موقع ومستقبل الحزب، لكن للاسف اليوم هناك جوقة مصالح شغلها الشاغل التحكم في الحزب بما يسمح بتحقيق أهداف شخصية في ضرب لمبادئ و قيم الاتحاد، عبر إقصاء كل مناضلة و مناضل يعبرون عن رأي مخالف ويرفضون واقع الحزب اليوم.

3. تحدثتم عن ضرورة “تحديد البوصلة” بالنسبة لمستقبل الحزب، ما هي ملامح هذه البوصلة في نظركم؟ وهل هناك مشروع سياسي بديل تعملون عليه أو تسعون للترويج له داخل الاتحاد الاشتراكي؟

  • البوصلة واضحة، و يمكن اختصارها في بضع نقط :
    – ضرورة القيام بقراءة تقييمية موضوعية لواقع الحزب منذ المؤتمر الاخير وما ترتب عنه إن على مستوى الفعل السياسي أو على المستوى التنظيمي.
    – فسح المجال أمام مصالحة حقيقية مع مبادئ و قيم الحزب.
    – مراجعة القانون الأساسي والنظام الداخلي في إطار إتحاد اشتراكي بروح وممارسة ديمقراطية وفي إطار من التداول على تحمل المسؤوليات مع ربط ذلك بتعاقد محكوم بمنطق ربط المسؤولية بالمحاسبة.
    – عودة مدرسة الاتحاد كفضاء للتفكير و النقاش الصريح و التعبير عن المواقف المؤسسة على قيمه و مرجعيته بعيدا عن الحسابات الانتخابوبة و الجري وراء المناصب و المقاعد بأي ثمن.

 

مقالات ذات صلة