“حرب باردة بين الرئيس ونواب له”.. شنتير لـ”الميدان”: لا أبالي بما يروج وأعداء التنمية يشوشون

بدأت تبرز حرب خفية بين رئيس المجلس الجماعي لمدينة تازة منير شنتير، ونواب له بسبب تباين الرؤى في التعاطي مع عدة ملفات، أهما التعمير الذي يعتبر قنبلة موقوتة تهدد تماسك الأغلبية، وسط تذمر نواب من نهج الرئيس وامتداد الصراع لقضايا تتخطّى الملفات السياسية إلى شؤون لها صلة بالمشاريع الاستثمارية الخاصة لسياسيين بالمدينة، من قبيل التأخر في بدء أشغال فندق، ومدرسة خاصة وودادية سكنية تعود ملكيتهم لمنتخبين، وغيرها من المشاريع التي أصبحت ورقة للضغط واللعب السياسي.

وكشف مصدر موثوق وقريب من الأغلبية في حديثه مع الميدان، أن هناك معركة لتكسير العظام بين الرئيس وبعض نوابه، يدور بعضها في الخفاء والآخر في العلن، بسبب اقتراب موعد الانتخابات والبحث عن اصطفافات جديدة تضمن لكل طرف حضورا جماهيريا، الأمر الذي عجل بصدام بين مختلف الفرقاء المشاركين في التسيير.

وأوضح المصدر ذاته أن الأزمة الجديدة تدور حاليا بين الرئيس و نواب له امتدت إلى مشاريع تحوم حولها تساؤلات وتطرح علامات استفهام، موضحا أن المجلس ينتظره صيف حارق، والأيام المقبلة قد تكشف عن مفاجآت تتعلق بمشاريع بعينها.

وأسر مصدر آخر تحدث للميدان أن نوابا يتهمون الرئيس باتخاذ قرارات انفرادية دون العودة إلى مكتب المجلس، وهو ما نفاه الرئيس، في تصريح لموقع الميدان بريس.

واستبعد مصدرنا أن تتفكك الأغلبية، لأن الأطراف المتصارعة لا ترغب في تأزيم الوضع، بحسب قراءته، بل تسعى فقط إلى إعادة تشكيل قواعد اللعب السياسي وربح نقاط قبيل الاستحقاقات المقبلة، والحفاظ على شعرة معاوية وفق تعبيره.

وفي تعليقه على غياب التواصل مع نوابه ووجود صراعات داخل الأغلبية، اكتفى شنتير بالقول “لا وجود لخلاف أو صراع مع أي عضو من أعضاء الجماعة. أعداء التنمية يشوشون، ولا أبالي، ونشتغل من أجل المدينة و المواطنين”، في تصريح خص به موقع الميدان.

وفي نفس السياق، قال رضوان زريول، النائب الثاني للرئيس، إنه لا علم له بهذا الصراع، ولا مشكلة لديه أو صدام مع الرئيس، مضيفا أنه لم يحضر آخر اجتماع للأغلبية لالتزامه بحضور احتفالات تخليد الذكرى الـ 20 لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأشار زريول، في اتصال هاتفي مع الميدان، أنه لا يعلم إذا ما كان آخر اجتماع قد عرف سجالات أو صدامات بين الرئيس وأغلبيته.

من جهة أخرى، أوضح مصدرنا أنه بالرغم من الحرب الخفية التي تدور رحاها داخل الأغلبية إلى أن الجميع يريدها أن تظل سرية، مع تسويق صورة على تماسك الأغلبية، والعمل على التوافق بشكل سري بما يضمن للجميع مكاسب سياسية.

واعتبر مصدرنا أن استراتيجية العمل التي ينهجها الرئيس قد لا تحقق أهدافها الانتخابية التي يرجوها، بل قد تأتي بنتائج عكسية.

وقد دفعت هذه التطورات نوابا، يضيف المصدر ذاته، إلى إعادة تقييم استراتيجيتهم، ومحاولة لعب أوراق ضغط، الأمر الذي يعرقل التنمية، مشيرا إلى جميع المشاريع التي انطلقت فجأة، بحسب تعبيره، هي من إنجاز المجلس السابق، وأن تحركات الرئيس داخل الأوراش تزعج نوابا داخل الأغلبية، شاركوا في أغلبية الرئيس السابق عبد الواحد المسعودي، وكانوا من المساهمين في هذه المشاريع.

وشدد المصدر ذاته أن شظايا الصراع وصلت إلى نادي القدس الرياضي الذي تنتظره مباراة هامة، ستحدد مصيره إما بالبقاء أو النزول، مؤكدا أن جهات ترغب في سقوط الفريق، وذلك لتحجيم دور رئيس القدس التازي، والمنتمي لحزب الاصالة والمعاصرة، مستغربا في الوقت نفسه غياب الدعم اللازم من المجلس للنادي الذي يعتبر واجهة للمدينة.

مقالات ذات صلة