بدعم من سفارة اليابان … مشروع فلاحي صديق للبيئة يرى النور بدوار تاغيا نيلمشان ضواحي تنغير

 

يوسف القاضي

شهد دوار تاغيا نيلمشان، التابع لجماعة تغزوت نايت عطى بإقليم تنغير، صباح الخميس، حدثًا تنمويًا بارزًا تمثل في تدشين مشروع فلاحـي ومائي متكامل، أشرف عليه معالي سفير دولة اليابان بالمغرب، السيد ناكاتا ماساهيرو، بحضور ابراهيم الحافظ ممثل الساكنة بالجماعة الترابية تغزوت، ومحمد وحدى رئيس جمعية بوكافر، وفعاليات من المجتمع المدني وساكنة المنطقة.

ويأتي هذا المشروع ثمرة شراكة بين جمعية بوكافر للفلاحة والبيئة والتنمية المستدامة وسفارة اليابان بالرباط، في إطار دعم هذه الأخيرة للمبادرات القروية ذات الطابع الإنساني والبيئي.

ويهدف المشروع إلى التخفيف من معاناة الساكنة المحلية التي عانت لسنوات من ندرة مياه السقي، من خلال إنشاء صهريج مائي كبير تبلغ أبعاده ثلاثين مترًا طولاً وأربعة وعشرين مترًا عرضًا، وبعمق يصل إلى أربعة أمتار. وتم تزويده بنظام ضخ يعمل بالطاقة الشمسية، مع بناء غرفة للحراسة وتسييج الفضاء لحمايته وضمان استدامة خدماته. ويستفيد من هذا المشروع الحيوي أزيد من 3800 نسمة، جلهم يعتمدون على الزراعة المعاشية كمصدر رئيسي للدخل.

وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 499 ألفًا و558 درهما، وهي ميزانية مغطاة بالكامل من طرف الحكومة اليابانية، التي اختارت الاستثمار في هذا النوع من المشاريع الداعمة للاستقرار المجتمعي في المناطق الجبلية النائية. ويأتي هذا التدخل استجابةً لحاجيات السكان الملحّة، خاصة وأن المنطقة كانت تعاني من موجات جفاف متكررة أثرت على المحاصيل الزراعية وأجبرت عددًا من الأسر على الهجرة.

وخلال حفل التدشين، عبر السفير الياباني عن سعادته بمواكبة هذا المشروع، مؤكدًا التزام بلاده بدعم التنمية المحلية في المغرب، خاصة في المجالات المرتبطة بالبيئة والفلاحة والطاقات المتجددة. كما نوه بمجهودات الفاعلين المحليين، وعلى رأسهم جمعية بوكافر، التي ساهمت في بلورة هذا المشروع وتتبعت مراحل إنجازه من الفكرة إلى التنفيذ.

ويعكس هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي الذي يضع الإنسان والبيئة في صلب اهتمامه، كما يبرهن على فعالية الشراكات بين الفاعلين المدنيين والدبلوماسيين في تحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في المناطق التي تواجه تحديات طبيعية واقتصادية معقدة.

مقالات ذات صلة