احتقان غير مسبوق في قطاع التعليم… دكاترة مقصيون والوزارة في قفص الاتهام

في ظل الأوضاع التي يعيشها قطاع التربية الوطنية، طفت إلى السطح من جديد أصوات الاحتجاج والغضب، بسبب ما وصفه عدد من الفاعلين التربويين بـ”البلوكاج المقصود” الذي يطبع تسيير الوزارة في عهد الوزير الحالي. الدكتور طلوع عبدالإله، أستاذ التعليم الابتدائي ودكتور في القانون العام والعلوم السياسية، أدلى لـ”الميدان بريس” بتصريحات ، سلط فيها الضوء على التراجعات الخطيرة، والإقصاء غير المفهوم لدكاترة القطاع، وتعطيل الملفات الإدارية والتربوية الحيوية.

دكاترة القطاع… مقصيون من حقهم الدستوري

في بداية حديثه، اعتبر الدكتور طلوع أن منع دكاترة قطاع التربية الوطنية من اجتياز مباريات التعليم العالي يمثل “خرقًا سافرًا لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص”، وقال: “نحن أمام قرار غير دستوري، يُقصي أطرًا مؤهلة من الالتحاق بالجامعة فقط لأنهم موظفون في وزارة التربية. كيف يعقل أن يُمنع مواطن حاصل على أعلى شهادة أكاديمية من ولوج مباراة عمومية؟ هذا عبث، وإجهاز على الكفاءة”.

وأضاف أن الدولة في أمسّ الحاجة إلى طاقات علمية داخل الجامعات، بينما تقابل الوزارة هذه الكفاءات بسياسة الإقصاء واللامبالاة، مما يزيد من احتقان دكاترة التربية الذين يشعرون اليوم بالتهميش الممنهج.

النظام الأساسي… وثيقة بلا روح

وفي ما يتعلق بالنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية، أوضح الدكتور طلوع أن هذا المشروع ظل يراوح مكانه، رغم ما صاحبه من احتجاجات وإضرابات شملت جميع الأسلاك التعليمية:

“أكثر من ثلاثة أشهر من الحراك، آلاف المشاركين في المسيرات، توقيف أجور، وتعطيل الدراسة… كل هذا من أجل نظام أساسي منصف، لكن الوزارة لم تفِ بوعودها. ما زلنا ننتظر التنزيل الفعلي، والنتيجة أن النظام لم يخرج من الورق إلى الواقع”.

وأكد أن ما جرى لا يمكن وصفه سوى بـ”الخديعة الجماعية”، حيث تم الترويج للنظام كإنجاز وطني، في حين أن الملفات الجوهرية كالتسوية، والترقية، وتغيير الإطار، لا تزال مجمدة دون تفسير.

مقالات ذات صلة