عيدودي يكتب.. إمارة المؤمنين صمام أمان لوحدة الأمة و الأديان

مقدمة عامة

ننطلق في تناولنا لهذا الموضوع الجليل و الجدير بالدرس و التحليل و النشر و التعليل قبل كل شيء بلمحة عن تاريخ الخلافة الإسلامية بالمشرق و المغرب عبر التاريخ باعتبارها المنطلق الصحيح و الأس السليم في نشأة إمارة المؤمنين .فقد تأسست الخلافة الإسلامية بعد وفاة النبي محمد عليه أزكى الصلاة و التسليم ، حيث تداول الخلفاء الراشدون الحكم. وقد شهدت الخلافة الإسلامية تطورات كبيرة في العصر الأموية والعباسية و العثماني ، معززة للقيم الإسلامية و موسعة للنفوذ الإسلامي حول العالم.
و بالمغرب فقد بدأت إمارة المؤمنين مع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي. وقد تناوبت على الحكم عدة أسر والمرابطين والموحدين والسعديين حتى حكم العلويين الذي لا يزال قائما على ميزان العدل أساس الملك . و قد ساهموا جميعهم في بناء الهوية الثقافية والدينية للشعب المغربي..

كما لعبت إمارة المؤمنين أدوار عظيمة و جليلة في استتباب الأمن والاستقرار بالمغرب ، و تعد إمارة المؤمنين أهم ركيزة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمغرب، حيث تعمل على تعزيز الوحدة والتضامن بين المواطنين. كما تسعى لحفظ بيضة المسلمين .. و كذا الحفاظ على السلم الاجتماعي ، و تعزيز قيم العيش المشترك ، حيث يتشارك المسلمون واليهود والمسيحيون في مساحات من الاحترام والتسامح قل نظيرهما ، مما يعزز من الهوية المغربية المتعددة.

أولا: إمارة المؤمنين بين الإسلاميين والعلمانيين بالمغرب وباقي الفاعلين

1. موقف الإسلاميين من إمارة المؤمنين يتبناه العديد من الإسلاميين( سلفيين و زوايا و علماء و حركات إسلامية ) موقفًا داعمًا لإمارة المؤمنين، حيث يعتقدون أنها تعكس المبادئ الإسلامية وترسخ قيماً العدالة والشورى.. و في المقابل يتبنى بعض العلمانين وجهة نظر نقدية تجاه إمارة المؤمنين، مدعين أن الحكم ينبغي أن يكون مدنيًا، بعيدًا عن السلطة الدينية. و تيار آخر من العلمانيين يدافع عن إمارة المؤمنين مع فصل السلطة الدينية عن السلط الدستورية .. و تيار ثالث يرفض هذا الفصل و ينادي بجعلها سلطة حداثية ناضمة لجميع السلط.
في حين يبقى موقف الأحزاب السياسية من إمارة المؤمنين هو التأييد الواسع ، بينما هناك بعض الـأحزاب التي تطالب بيه لإصلاحات السياسية التي تكرس مزيد من الحقوق والحريات.
و موقف علماء المغرب من إمارة المؤمنين هو بيعة موثقة على الكتاب و السنة ، و جميع العلماء ينظرون إلى إمارة المؤمنين ثابت من الثوابت الدينية التي تشكل هوية الأمة وتلبي احتياجاتها الدينية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية .

ثانيا: إمارة المؤمنين في محيطها الدولي

تقوم إمارة المؤمنين بدور ريادي في نشر قيم السلام والأمن في أفريقيا، وتعمل على مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب. تُعتبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حلقة وصل تُوحد الخطاب الديني السني المعتدل بين دول القارة الأفريقية. و يمثل الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ويعمل على إشاعة قيم السلام والتسامح في الشرق الأوسط.
كما يطلع جلالة الملك محمد السادس نصره الله بالعمل على تنزيل نموذج استثماري عابر للقارات عبر المحيط الأطلسي يعود بالنفع على جميع الدول الأفريقية.
كما أن إمارة المؤمنين في المغرب تقوم بأدوار طلائعة في مواجهة التيارات الدينية الهدامة بافريقيا ، إذ نجحت في التصدي للأفكار المتطرفة و الخلاية الإرهابية المتواجدة بدول الساحل و العصابات المسلحة. حتى أصبح المغرب بفضل إمارة المؤمنين قبلة لجميع الدول الأفريقية و انموذجا يحتذى به سياسيا و دينيا و اقتصاديا و حقوقيا.

خاتمة

تعد إن إمارة المؤمنين صمام أمان الأمة المغربية بمختلف أعراقها وأديانها. هذه المسألة لا تقبل النقاش أو المزايدة. كل من يسعى لمناقشة إمارة المؤمنين عليه أن يتحلى بحسن النية الصافية. لأن إمارة المؤمنين تجسد النيابة عن الله لولي الأمة، حكما وشرعا .
فليعش الملك ولتحيا الأمة المغربية بشعبها وملكها وإمارتها،لأنها تجمعنا بها بيعة شرعية تطوق أعناقنا. ومن يخرج عنها فقد زاغ عن الصواب، فكما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة الجاهلية”.

بقلم: د.عبد النبي عيدودي
باحث في الشؤون الدينية والسياسية

مقالات ذات صلة