أحمد نور الدين يكتب.. الصحراء المغربية .. وانتهت اللعبة ! Game over

فرنسا الجزائر: الصدمة كانت قوية!
لم ترد الخارجية الفرنسية على بيان الخارجية الجزائرية لأنه في مثل هذه الحالات معروف أن الإعلان عن موقف رسمي من قضايا أساسية يخضع لبروتوكول متفق عليه بين الطرفين أو الأطراف المعنية، اي بين باريس والرباط في حالتنا هذه، ويتم الاتفاق حول التوقيت ومن يعلن وماذا يعلن..
وفي السياق الحالي أظن أن باريس تريد أن يكون إعلان موقفها متزامنا مع عيد العرش في ذكراه الفضية (25 عاما)، ولعل الجزائر خمنت ذلك فأرادت القاء حجر في البركة لافساد الهدية الفرنسية ورمزية توقيت عيد العرش.
وأظن ان فرنسا فطنت لمحاولة الجزائر إفساد الترتتيبات الدبلوماسية مع المغرب حول الإعلان عن اعترافها بسيادة المملكة على الساقية الحمراء ووادي الذهب ، لذلك سكت “الكي دورسي”، أي الخارجية الفرنسية، عن الرد على بيان الخارجية الجزائرية.
ونحن نعلم أن من واجب اي دبلوماسية في العالم أن ترد على كل هجوم يمس بلدها، فما بالك حين بتعلق الأمر بالتدخل الجزائري في سياسة فرنسا الخارحية، وهو شأن سيادي بامتياز.
اما لماذا اخبرت باريس الجزائر بموقفها، قبل الإعلان عنه رسميا، فهناك سببان، الاول ان هذا يندرج ضمن الأعراف الدبلوماسية للدول العريقة، حين تريد اتخاذ موقف حاسم أو تغيير موقفها من قضية أساسية، فإنها تعلم الجهات المعنية قبل الإعلان الرسمي.
اما السبب الثاني، فهو من باب السياسة النفعية، فرنسا أرادت الحفاظ على نصيبها من كعكة الغاز الجزائري ومن الصفقات الأخرى التي حازت عليها شركاتها في الجزائر، وحتى تتفادى رد فعلي جزائري متطرف كما حدث مع اسبانيا، قامت بخطوة استباقية واخبرت حكام الجزائر بالخطوط العامة دون تفاصيل.

وجاء رد الفعل الجزائري يوم 25 يوليو غير احترافي وغير مهني ويعبر عن مستوى متدني ومستوى الهواة في الدبلوماسية، لأنه لا يمكن لأي بلد يحترم نفسه إصدار بيان رسمي للخارجية للرد على موقف لم تعلن عنه فرنسا آنذاك، وكما يقول المغاربة “حتى يزيد ونسميه سعيد”، فاستباق الموقف الفرنسي جعل من الدبلوماسية الجزائرية أضحوكة في الأوساط الدبلوماسية العالمية، وكرس مقولة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي لمح إلى أن الجزائر “بلد بلا وزن”..
ولكن من جهتنا نحن المغاربة، نتفهم الأمر جيدا، لأن “الصدمة كانت قوية ” كما يقول سي عبد الهادي بلخياط.. وعلى قدر الصدمة كان رد الفعل عنيفا لدى النظام العسكري الجزائري.

اما عن تأثير ذلك على مسار القضية، فأعتقد أن إعلان باريس يعتبر بمثابة رصاصة الرحمة على جثة المشروع الانفصالي الذي ترعاه الجزائر. فالمغرب حسم المعركة وانتهت اللعبة، بعد الاعتراف الأمريكي 2020، ومراجعة الموقف الإسباني 2021، جاءت الخاتمة من فرنسا 2024 هدية للمغرب في الذكرى الفضية لعيد العرش وما تحمله من رمزية. لذلك يمكن القول الان “game over“.. انتهت اللعبة، والجزائر خسرت كل شيء.

مقالات ذات صلة