مستكفي يكتب.. في الحاجة إلى مأسسة العمل الاجتماعي

 

شهد المغرب في الآونة الأخيرة زلزالا مدمرا، خلف مئات الشهداء والجرحى، والتئم المغاربة ملكا وشعبا لتضميض الجروح وتقديم الدعم بكل أشكاله المادي والمعنوي. هول الفاجعة جعلنا نحقق نجاحا في امتحان المواطنة وبامتياز، اختفت معه الصراعات السياسية والهوياتية.

على الصعيد الدولي، عبرت مجموعة من الدول عن استعدادها للانخراط في تقديم المساعدات للمغرب وتأثرت بخسائر هذه الكارثة الطبيعية، فكان ذلك مؤشرا على نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس الممثل الأسمى للأمة.

أما على الصعيد الوطني فقد شكل حادث الفاجعة مناسبة لتنزيل شعار “تلائم الملك والشعب” على أرض الواقع، سواء من خلال المبادرات الإنسانية التي تجند لها المغاربة من طنجة إلى الكويرة أو من خلال الزيارة التفقدية التي قام بها ملك البلاد إلى المناطق المتضررة أو من خلال التعليمات الملكية الموجهة إلى الحكومة لمواجهة آثار الزلزال.

في هذا السياق سارع المغاربة من جمعيات المجتمع المدني أو بطريقة عفوية إلى تقديم يد العون والانتقال إلى المناطق المتضررة. وشابت هذه العملية مجموعة من الأخطاء والهفوات. ليس الغرض من التلميح إلى هذه الملاحظات تبخيس المجهود الجبار الذي قام به المغاربة خلال هذه الفاجعة، لأننا قدمنا للعالم درسا تاريخيا في التضامن وفي الوطنية.

تقتضي مأسسة العمل الاجتماعي روية استراتيجية مستقبلية تستحضر ما يلي :
أولا: التفكير في البنية التحتية وهي أولوية من الأولويات، فأول عائق كان أمام هيئات الإغاثة هو الطرقات.
ثانيا: وضع استراتيجية دقيقة تهتم بالدرجة الأولى بالسكن اللائق والمضاء للزلزال، مع الأخذ بعين الاعتبار المرافق العمومية المرتبطة بالصحة والتعليم مراعاة للزمن المدرسي.
ثالثا: إعادة صياغة مشروع فك العزلة عن العالم القروي بمنطق ضمان كرامة المواطن لا منطق الاحسان.
رابعا: الدعم النفيس للفئات المتضررة (الأيتام والأرامل…) مع تشجيع المقاولات والتعاونيات المحلية.

●● عبد اللطيف مستكفي
أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء
منسق ماستر إدارة المؤسسات والعمل الاجتماعي بكلية الحقوق الدار البيضاء.

مقالات ذات صلة