اليماني يدعو إلى التراجع عن تحرير أسعار المحروقات ويكشف عن أرباح “فاحشة” للموزعين

كشف الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، عن معطيات مثيرة تتعلق بارتفاع أرباح موزعي المحروقات في المغرب، منذ قرار تحرير الأسعار الذي اتخذته حكومة عبد الإله بنكيران سنة 2015.

وأوضح اليماني، في تصريح صحافي، أن الكلفة الحقيقية للتر الواحد من الغازوال في السوق الدولية، بعد احتساب مصاريف الشحن والتخزين والميناء، تصل إلى 5.8 درهم، فيما تصل كلفة لتر البنزين إلى 5.2 درهم. ومع إضافة الضرائب، ترتفع الأسعار إلى 9.1 دراهم للغازوال و9.9 دراهم للبنزين.

لكن، وبحسب نفس المصدر، فإن الأسعار المعروضة في محطات التوزيع خلال النصف الأول من أكتوبر الجاري، بلغت على الأقل 10.7 دراهم للغازوال و12.7 دراهم للبنزين، مما يعني أن هوامش ربح الموزعين تجاوزت 1.6 درهم للغازوال و2.8 درهم للبنزين. وهي أرباح وصفها اليماني بـ”الفاحشة”، مقارنةً بما كان معمولا به قبل التحرير، حيث لم تكن تتجاوز 0.6 درهم للغازوال و0.7 درهم للبنزين.

وبناء على معدل الاستهلاك الوطني، المقدر بـ7 مليارات لتر من الغازوال ومليار لتر من البنزين سنويًا، تُقدَّر الأرباح الإضافية بنحو 9 مليارات درهم سنويًا. واعتبر اليماني أن هذه الأرباح المتراكمة منذ 10 سنوات، وصلت إلى نحو 90 مليار درهم، استفادت منها “اللوبيات الاقتصادية المتحكمة في السوق”، على حد تعبيره.

وانتقد اليماني بشدة السياسات التي تبعت تحرير الأسعار، قائلا إن “مبررات تحويل دعم المحروقات لتحسين خدمات الصحة والتعليم لم تتحقق، بل بالعكس، فُتح المجال أمام القطاع الخاص بشكل أوسع، مما عمّق من معاناة المواطنين”.

وفي ختام تصريحه، وجه اليماني دعوة للحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة، حددها في أربع مطالب رئيسية:

  1. التراجع عن تحرير أسعار المحروقات.

  2. إنقاذ المرفق العمومي في الصحة والتعليم، مع التفكير في تأميم المدارس والمستشفيات.

  3. رفع العراقيل التي تمنع استئناف نشاط تكرير النفط بشركة “سامير”، وتفويتها لصالح الدولة عبر مقاصة الديون.

  4. تخفيض الضرائب المفروضة على المحروقات، وملاحقة المتهربين ضريبيًا بحسب ثرواتهم ومداخيلهم.

ويأتي هذا التصريح في ظل تنامي موجة الغضب الشعبي بسبب ارتفاع كلفة المعيشة وتراجع القدرة الشرائية، مما أعاد إلى الواجهة مطالب مراجعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ عقد من الزمن.

مقالات ذات صلة