احتلال الملك العمومي يشوه أشغال التهيئة بحي كريان بلمهني بفاس

في وقت انطلقت فيه أشغال تهيئة وترصيف أزقة حي كريان بلمهني بمنطقة منفلوري 2، شارع طانطا – سايس فاس، منذ 12 غشت الجاري، يعيش الحي على وقع فوضى حقيقية بسبب الاحتلال العشوائي للملك العمومي وغياب أي تدخل من الجهات المعنية لتحرير الفضاءات العمومية قبل أو بالتوازي مع انطلاق الورش.
وحسب شهادات متطابقة لعدد من سكان الحي، فإن المشروع الذي انتظروه طويلا بات مهددا بفقدان جدواه، بعدما تجاهلت السلطات المحلية والمجلس الجماعي الحاجة الماسة لتحرير الأزقة من “البراريك” العشوائية، التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد، لكنها تشوه جمالية الحي وتعيق مرور المواطنين ومعدات الأشغال.
ويضيف السكان أن بعض هذه البراريك تستعمل كمراحيض عشوائية، في حين أقدم بعض الأشخاص على بناء أسوار وتسييج نباتات داخل المجال العام، ما أدى إلى قطع بعض الأزقة بالكامل وتحويلها إلى مساحات مغلقة، في غياب أي مراقبة أو تتبع من الجهات المسؤولة، خاصة رئيس بلدية سايس، الذي لم يسجل له أي حضور ميداني لمتابعة أشغال الإصلاح.
وتتوسع مظاهر الفوضى لتشمل شارع طانطا، الذي يشهد احتلالاشاملا للأرصفة من طرف أصحاب ورشات لإصلاح السيارات والطلاء والميكانيك، حيث عمد العديد منهم إلى صب الإسمنت وقطع الأرصفة، وتحويلها إلى فضاءات خاصة، في تحد واضح للقانون، ما جعل المارة، خاصة الأطفال والنساء، يعانون يومياً من الاكتظاظ والمخاطر المرورية والروائح الكريهة.
ويستغرب سكان الحي كيف لم يتم التنسيق بين المصالح المختصة والمجلس الجماعي لتحرير المجال العام قبل انطلاق مشروع التهيئة، ما ينذر بأن تنتهي الأشغال فوق الفوضى نفسها التي انطلقت فيها، دون أي تغيير حقيقي أو أثر إيجابي ملموس.
وتزداد أهمية هذا الملف بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لحي كريان بلمهني، الذي لا يبعد سوى 300 متر فقط عن المركب الرياضي الكبير بفاس، المقرر أن يحتضن مباريات ودية وتظاهرات رياضية وطنية ودولية في المستقبل القريب، حيث يضطر الجمهور والزوار إلى المرور بجوار هذا الحي الذي يعاني من التهميش منذ سنوات، ويُقدم صورة غير لائقة عن المدينة.
وأمام هذا الوضع، يطالب السكان بتدخل عاجل من والي جهة فاس-مكناس بالنيابة، وباشا بلدية سايس، وقائد الملحقة الإدارية الزهور، وعمدة مدينة فاس، قصد إعادة الاعتبار للمنطقة، ووضع حد لحالة الإقصاء والفوضى التي تعيشها، وتوفير شروط حقيقية للتنمية الحضرية المندمجة، خاصة أن هذا المشروع يمثل فرصة تاريخية لإصلاح الحي وتثمين موقعه.