طلوع: زلة لسان نائبة أخنوش ليست معزولة إنها عرضٌ لأزمة خطاب وديمقراطية- حوار

أثارت تصريحات زهرة المنشودي، النائبة التاسعة لرئيس مجلس جماعة أكادير، عزيز أخنوش،خلال دورة ماي 2025، جدلا واسعا.

ودعت المنشودي الغاضبين من أداء المجلس إلى مغادرة مدينة أكادير أو حتى المغرب، قائلة “كاينين شي ناس الله يجيبهم للطريق والله يهديهم لم يعجبهم ما حققه المجلس.. هاد المجلس الوحيد لي كمل برنامج عمل الجماعة وحنا غاديين فنفس الطريق. لي بغا عجبو الحال مزيان ولي معجبوش الحال يخوي مدينة أكادير يمشي لمدينة أخرى ولا نجمعو ليه الفلوس يمشي لشي بلاصة أخرى”.

وفي هذا الحوار القصير يعلق الباحث في العلوم السياسية الدكتور عبد الإله طلوع على هذه الواقعة.

بداية شكرا على الاستجابة للدعوة، كيف تقرؤون تصريح المنشودي الذي أثار جدلًا واسعًا؟

هذا التصريح، وإن بدا في ظاهره زلة لسان، فإنه في العمق يعكس خللًا أعمق في بنية الخطاب العمومي لدى عدد من النخب المنتخبة.
فنحن أمام خطاب إقصائي ينمّ عن احتقار مبطن للرأي المخالف، ويعكس هشاشة في التكوين السياسي وضعف في استيعاب وظيفة التمثيل الديمقراطي، التي تقتضي الإنصات والنقد الذاتي وليس توجيه الاتهامات أو الدعوات إلى الهروب من الوطن.

هل تعتقدون أن هذه الواقعة تعبر عن أزمة ديمقراطية داخلية أوسع؟

نعم، بالتأكيد. هذه الواقعة ليست معزولة، بل هي جزء من سياق أوسع يتسم بضعف الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب، واستمرار منطق الولاء بدل الكفاءة في الترشح والتعيين. كما أن بعض المجالس المنتخبة تحولت إلى فضاءات مغلقة تعيد إنتاج السلطوية بطريقة ناعمة، مما يعمق فجوة الثقة بين المواطن والمؤسسات.

ما الذي يجب فعله لتجاوز هذا النوع من السلوكيات وتعزيز النقاش الديمقراطي؟

المطلوب هو إعادة الاعتبار للثقافة السياسية عبر التربية والممارسة، وتأهيل النخب المنتخبة عبر تكوين مستمر في مهارات التواصل والمضامين الدستورية، ثم إقرار آليات صارمة للمساءلة داخل الأحزاب والمجالس المنتخبة.

مقالات ذات صلة