مائدة مستديرة حول “مسارات تشكل الزي التقليدي عبر التاريخ ودلالاته الثقافية”

يوسف القاضي
في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان تملسا للزي التقليدي، الذي تنظمه فدرالية جمعيات بومالن دادس الكبرى بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وعمالة إقليم تنغير، والمجلس الجهوي لدرعة تافيلالت، وغرفة الصناعة التقليدية بالجهة، والمجلس الإقليمي لتنغير، والمجلس الجماعي لبومالن دادس، وبشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، احتضنت قاعة الندوات بأحد فنادق بومالن دادس، صباح يومه الجمعة، مائدة مستديرة فكرية بعنوان: “مسارات تشكل الزي التقليدي عبر التاريخ ودلالاته الثقافية”.
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية للأستاذ محمد أغانيم، مسيّر الجلسة، الذي عبّر عن شكره للحضور والمنظمين، مؤكداً أهمية هذه الندوة في إضاءة الجوانب التاريخية والرمزية للموروث الثقافي المادي واللامادي بمنطقة دادس الكبرى.
وأبرز الدكتور إدريس أيت لحو، رئيس المركز المغربي للبحث والدراسات الترابية، في مداخلة له؛ تحت عنوان “الزي المحلي كهوية ثقافية”، أن الزي التقليدي يتجاوز كونه مجرد لباس، ليصبح وعاءً لذاكرة جماعية ووسيلة لحفظ التراث، مميزاً بين مفهومي “اللباس” و”الزي”، وموضحاً أن الزخارف والرموز الأمازيغية تنهل من البيئة الطبيعية والاجتماعية.
في حين تناولت الباحثة مريم أوزي، في مداخلتها حول “الثابت والمتحول في الزي التقليدي”، الأبعاد الرمزية للهندام الأمازيغي، ومظاهر الاستمرارية والتجدد فيه، إضافة إلى العلاقة بين اللباس والمسرح، مستعرضةً آراء ودراسات أكاديمية متقاطعة.
أما الأستاذ الباحث عبد القادر محمدي، فقد اختتم المداخلات بعرض موسوم بـ “من الجسد العاري إلى الجسد الكاسي”، تناول فيه تطور أنماط اللباس عبر العصور، ودلالاته الجمالية والاجتماعية، مشيراً إلى رمزية التحول من التعرية إلى التغطية في تاريخ الإنسانية.
وقد عرفت الندوة تفاعلاً ونقاشاً غنياً، ساهم فيه عدد من الأكاديميين والمهتمين، ما أضفى عمقاً على الطروحات المقدمة. واختتم اللقاء بتكريم المؤطرين وتسليمهم شواهد تقديرية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه اللقاءات الفكرية ستتواصل ضمن برنامج المهرجان عبر ندوات ومحاضرات أخرى، تُعنى بالتراث المادي واللامادي للمنطقة، بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين، مما يجعل من مهرجان تملسا منصة ثقافية حية لصون الذاكرة الجماعية وتعزيز الانتماء للهويّة المحلية.