شبكة: الأخطاء الطبية تشكل مصدر قلق كبير في المنظومة الصحية الوطنية

أكدت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن الأخطاء الطبية تشكل مصدر قلق كبير في المنظومة الصحية الوطنية.

وفي ما يلي نص البلاغ كاملا

17 شتنبر 2024

اليوم العالمي لسلامة المرضى
” تعزيز التشخيص من أجل سلامة المرضى” ، هو الشعار الذي اختارته المنظمة العالمية للصحة للاحتفال مع المجتمع الدولي ومهنيي الصحة “باليوم العالمي لسلامة المرضى “. وهي مناسبة سنوية لتسليط الضوء على أهمية التشخيص الدقيق والمبكر ، كجزء أساسي واولوية ضرورية لتقديم رعاية صحية أكثر أمانًا وذات جودة وفعالية عالية .. والوقوف على التحديات الحالية والمستقبلية المتعلقة بسلامة المرضى وامنهم الصحي ، واستعراض الحلول والإجراءات والتدابير المطلوبة لتحسين دقة التشخيص وضمان سلامة المرضى و جودة الرعاية الصحية وفق المعايير الدولية ، في ظل المتغيرات الوبائية والتكنلوجية الطبية . باعتبار أن التشخيص الدقيق يعد عنصرًا أساسيًا في تحسين جودة العلاج و الرعاية الصحية. وباعتبار أن التشخيص الخاطئ و / أو التأخير في التشخيص الطبي، يؤدي الى العلاج والدواء الخاطئ، وعندما يفشل الطاقم المعالج في مؤسسة طبية في تشخيص المشكلة الصحية للمريض بشكل صحيح وسريع، فقد يكون لذلك عواقب وخيمة. يمكن أن يكون معنى الوصول في الوقت المناسب للتشخيص الصحيح هو الفرق بين الحياة والموت للمريض غالبًا ما تكون أخطاء التشخيص، التي تسهم في 16٪ من الأضرار التي يمكن تجنبها، ناتجة عن مزيج من العوامل المعرفية والنظامية، مما يؤكد الحاجة إلى تدخلات شاملة ومنهجية. وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية قد وقع 134 مليون حدث ضار سنويًّا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بسبب الرعاية غير المأمونة، وهو ما سبب 2. 6 مليون وفاة، وتعرض مريض واحد من كل عشرة مرضى للضرر بسبب الرعاية الصحية غير المأمونة. تقليص خطر الأدى . وقد كشفت منظمة الصحة العالمية عن وفاة خمسة أشخاص في العالم كل دقيقة بسبب أخطاء طبية في المعالجة، أي أكثر من ضحايا الحروب! وتأمل المنظمة العالمية في لفت الانتباه بشكل كبير إلى موضوع الرعاية الصحية غير الأمنة في العالم . وذكرت منظمة الصحة العالمية أن ملايين الأشخاص حول العالم، يتعرضون للضرر بسبب العلاج غير الصحيح. وأن معظم الأخطاء، ترتبط بالتشخيص الخاطئ وكذلك الأدوية غير المناسبة. كعمليات بتر خاطئة للأطراف أو عمليات جراحة الدماغ …، وقد تسببت جائحة كوفيد-19 في تفاقم مخاطر أخطاء المداواة والأضرار الناجمة عنها بشكل كبير واكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ان “في كل دقيقة يموت خمسة أشخاص، بسبب خطأ في المعالجة”. لذلك تم اختيار الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى لزيادة الوعي العالمي بالأخطاء التشخيصية التي تسهم في إلحاق الضرر بالمرضى والتأكيد على الدور المحوري للتشخيص الصحيح والمناسب والآمن في تحسين سلامة المرضى. وإبراز أهمية السلامة التشخيصية في سياسة سلامة المرضى والممارسة السريرية على جميع مستويات الرعاية الصحية، بما يتماشى مع خطة العمل العالمية لسلامة المرضى 2021-2030.
ويأتي هذا اليوم في إطار تزايد الوعي بالأخطاء الطبية بالمغرب باعتبارها قضية هامة تتعلق بسلامة المرضى وحياتهم . نظرا لتزايد حالات الأخطاء الطبية في المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة بالمغرب. بحيث ترتكب أخطاء طبية ناتجة اما عن اخطاء في التشخيص الطبي أو تأخير التشخيص ، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمرضى وتفضي إلى عاهات أو أضرار جسدية أو إلى وفيات أحيانا ،فجزء من هذه الوفيات او الإعاقة بسبب الاخطاء الطبية نشرتها الصحف الوطنية او معروضة على المحاكم المغربية وجزء اخر يجهل أسبابها. و في ظل غياب احصائيات رسمية عن الأخطاء الطبية أنواعها أسبابها وتطورها ، فحوادث الاخطاء الطبية بشكل عام لا تزال لم تلق بعد الاهتمام الكافي على مستوى المراقبة والتقييم والتشريع الصحي استراتيجية الوقاية ، لتعقيداتها وضعف التشريع والامكانيات المادية والبشرية المتخصصة . فبعض هذه الأخطاء ناتج اما عن الإهمال او عن. ممارسات الربح السريع، وايضا غالبا ما يخطئ الأطباء في تشخيص المرض بسبب الاعتماد على نتائج غير دقيقة للمختبرات البيولوجية أو اختبارات الكشف بالأشعة السينية . أو بسبب عطل في المعدات والتجهيزات الطبية المستخدمة أثناء التشخيص وإجراء استشارة طبية غير كافية او اختبار غير لائق و تمت قراءة نتائج المختبر بشكل غير صحيح أو وجود خلل في السجلات الإلكترونية والسرعة في اتخاد القرار الطبي او نتيجة تتفيد العلاج بشكل خاطئ من طرف الممرضات والممرضين او القابلات فضلا عن ضعف التواصل الكافي مع المرضى وأسرهم أو عدم إجراء الاختبارات اللازمة ، أو نقص وخصاص في المهنيين أطباء وممرضين وتقنيين صحيين او غياب متخصصين و نقص في المستلزمات الطبية والجراحية أوأعطاب في التجهيزات الطبية وضعف المعلومات…
لذلك لازالت الأخطاء الطبية بسبب التشخيص الخاطئ أو التشخيص المتأخر ، الذي يؤدي الى تلقي المريض علاجاً غير مناسب أو فقدان التدخلات المنقذة للحياة ، تشكل مصدر قلق كبير في المنظومة الصحية الوطنية سواء في القطاع العام او القطاع الخاص بمختلف مكوناته التشخيصية والعلاجية ، ولها عواقب بعيدة المدى على المرضى و على مهنيي الصحة و المنظومة الصحية بشكل عام وبالتالي لابد من إعطاء الأولوية لمأمونية التشخيص، واعتماد نهج متعدد الأوجه لتعزيز منظومة التشخيص الدقيق ، وتصميم مسارات تشخيصية مأمونة، ودعم المهنيين الصحيين في اتخاذ القرارات الصحيحة، وإشراك المرضى في جميع مراحل عملية التشخيص والعلاح بأكملها . وتم هناك حاجة إلى سياسات واضحة شفافة مندمجة ، وتنظيم محكم ومسؤولية وحكامة جيدة لمنظومتنا الصحية ومستشفياتها. ومصحاتها ومراكزها الصحية عامة وخاصة قادرة على وضع استراتيجيات متعددة الأوجه تشمل مهنيي الصحة كمقدمي الخدمات.و المرضى وعائلاتهم كمتلقين لها للحد من أخطاء التشخيص وإعطاء الأولوية لمأمونية التشخيص في سياسات سلامة المرضى باعتماد بروتوكولات العلاج القائمة على الأدلة، وتعزيز ثقافة السلامة التي تشجع على التواصل والتقييم والاستفادة من الأخطاء. والتكوين المستمر والتعاون والالتزام بالرعاية والوقاية التي تركز على المريض قبل حدوث الأخطاء الطبية. واحترام حقوق المريض

علي لطفي
رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة

مقالات ذات صلة