الرباط تحتضن ورشة تدريبية حول “الذكاء الاصطناعي في الصحافة والاتصال المؤسساتي”

احتضنت العاصمة المغربية الرباط، نهاية الأسبوع، ورشة تدريبية متخصصة حول “الذكاء الاصطناعي في الصحافة والاتصال المؤسساتي”، نظمتها مبادرة “الإعلام الذكي لإفريقيا” (SMIAfrica.org)، بشراكة مع المركز الإفريقي للدراسات الإدارية والتنمية (كافراد)، والمركز الدولي للدراسات في الإعلام والتنمية (CIEMD)، والأكاديمية الأمريكية INNOVATICS.ia.
الورشة، التي استفاد منها أكثر من خمسين صحفياً وطلبة إعلام، إلى جانب مسؤولين عن التواصل في عدد من السفارات الإفريقية المعتمدة بالرباط، شكلت محطة مهنية بارزة لتعزيز كفاءات الإعلاميين في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في تطوير الممارسة الصحفية والعمل الاتصالي داخل المؤسسات.
وفي كلمة افتتاحية، شدد المدير العام لكافراد، الدكتور كوفي أسوفي، على أن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام لم يعد خياراً، بل أضحى ضرورة ملحة لمواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها هذا القطاع على الصعيد العالمي. وأضاف أن إفريقيا، بما تمتلكه من طاقات بشرية وإمكانات رقمية واعدة، مطالبة اليوم بالاستثمار الذكي في هذا المجال لتكون فاعلاً رئيسياً في المشهد الإعلامي الرقمي.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، رئيس المركز الدولي للدراسات في الإعلام والتنمية، أن الذكاء الاصطناعي يفرض اليوم تحديات جديدة على أخلاقيات المهنة وأساليب الممارسة الإعلامية، داعياً إلى وضع برامج تكوين مستمرة تستهدف الصحفيين وطلبة الإعلام، لتمكينهم من استخدام الأدوات الذكية بشكل فعال ومسؤول.
أما الأستاذ حسين ساف، المؤسس الشريك لمبادرة SMIAfrica، فأبرز أن هذه الورشة تأتي في إطار برنامج تدريبي أوسع يهدف إلى تعزيز قدرات الإعلاميين والمؤطرين في مجال الاتصال داخل القارة الإفريقية، مذكراً بأن المبادرة توجت سنة 2024 بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات، التي تمنحها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات.
أطر الورشة الدكتور محمد مدواني، أستاذ الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ورئيس الأكاديمية الأمريكية INNOVATICS.ia، حيث قدم عروضاً تفاعلية حول أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الرقمي والسمعي البصري، وتقنيات الرصد والتحليل الإعلامي، إضافة إلى أدوات النشر التلقائي المبرمج وخوارزميات التتبع الذكي للبيانات.
كما شكلت الورشة فضاءً مفتوحاً للنقاش حول التحديات الأخلاقية والمهنية المصاحبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتعلق بمصداقية الأخبار، وحماية القيم المهنية، ومخاطر هيمنة بعض الشركات التكنولوجية الكبرى على المحتوى الإعلامي.
وأكد المشاركون في ختام الورشة أهمية هذه المبادرة، معتبرين أنها تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء جيل جديد من الإعلاميين القادرين على توظيف الذكاء الاصطناعي دون التفريط في مبادئ وأخلاقيات المهنة. كما نوهوا بمنح شهادات استحقاق معترف بها من طرف أكاديميات دولية مرموقة، وهو ما يمنح للورشة قيمة مضافة على المستوى المهني والتكويني.
ومن المرتقب أن تواصل مبادرة SMIAfrica تنظيم سلسلة من الورشات التدريبية في عدد من البلدان الإفريقية، في إطار شراكات جديدة تهدف إلى تعميم الاستفادة وتوسيع قاعدة الإعلاميين المتمكنين من أدوات الذكاء الاصطناعي.