القضاء الإسباني يطلب من المغرب المشاركة في التحقيق بشأن نفق سبتة المحتلة للمخدرات

وجّه القضاء الإسباني طلبا إلى نظيره المغربي للتنسيق في البحث الجاري حول نفق يربط بين الأراضي المغربية وسبتة المحتلة، يُعتقد أنه كان يستخدم لتهريب المخدرات على طريقة الأنفاق بين المكسيك والولايات المتحدة.
وخلال الأيام الماضية، عثر الحرس المدني الإسباني (شرطة عسكرية) على نفق ينطلق من مستودع مهجور على الحدود مباشرة، وهو يقع على عمق 12 مترا ويمتد إلى الحدود المغربية، وفق بيانات وزارة الداخلية الإسبانية. ولم يستطع الحرس المدني إنهاء التحقيق حتى الآن بحكم أن المغرب هو الذي يجب أن يتولى الشطر الثاني من النفق الممتد إلى الأراضي المغربية لمعرفة نقطة بداية النفق.
وأوردت جريدة الباييس في عدد الأربعاء نقلا عن مصادر قضائية، أن المحكمة الوطنية في مدريد المكلفة بالقضايا، قد وجهت إنابة قضائية إلى سلطات الرباط حتى يتسنى للعناصر المغربية التعاون في التحقيق في نفق المخدرات الذي تم اكتشافه الأسبوع الماضي في مستودع مهجور بمدينة سبتة والذي يعبر إلى الجانب الآخر من الحدود.
ومنذ منتصف 2023، بدأت الشكوك تراود الأجهزة الأمنية الإسبانية حول وجود معبر غير معروف للمخدرات من المغرب إلى سبتة، وذلك بعد رصد ثلاثة أطنان من مخدر القنب الهندي على متن شاحنة بضائع من ميناء هذه المدينة إلى الجزيرة الخضراء في الطرف الآخر من مضيق جبل طارق.
وكان الأمر مثيرا بحكم أن الشاحنات التي تخفي كميات كبيرة للمخدرات وسط بضائع مصدرة من المغرب إلى إسبانيا تمر عادة من ميناء طنجة المتوسطي نحو الجزيرة الخضراء وليس عبر ميناء سبتة. كما أن نقاط الحدود بين المغرب وسبتة لا تمر منها الشحنات وعملية التفتيش مشددة، وبالكاد يغامر بعض المغاربة أو الإسبان على حمل بضع كيلوغرامات من المخدرات في سياراتهم الخاصة.
وعندما تكررت عملية مصادرة كميات كبيرة من مخدر القنب الهندي على متن شاحنات في ميناء سبتة، توصل الحرس المدني أخيرا، وبعد سنة من التحقيق، إلى أن القنب الهندي يدخل من نفق ما، وجرى العثور عليه الأسبوع الماضي في مستودع مهجور. كما جرى اعتقال عناصر العصابة والمكونة من سياسيين وتجار وعناصر من الحرس المدني كذلك.
واستبعد الحرس المدني استعمال هذا النفق في تهريب المهاجرين السريين، بل اقتصر على تهريب الممنوعات وخاصة المخدرات، وأن بعض عناصر العصابة المفككة وليس كلهم كانوا يعلمون بوجود النفق، أي جرى التستر عليه.
ولا يعرف الحرس المدني حتى الآن متى تم البدء في استعمال النفق، وهل كان يتم استعماله كذلك لنقل ممنوعات نحو المغرب مثل المخدرات القادمة من أوروبا على شكل أقراص هلوسة. ويبدو أن العصابة التي حفرت هذا النفق، تقوم بتقليد عصابات المكسيك التي نجحت في حفر أنفاق عديدة على الحدود مع الولايات المتحدة لتهريب الكوكايين.
ولم يصدر المغرب حتى الآن بيانا رسميا في الموضوع لا بشأن المنفذ الآخر للنفق الذي يوجد في أراضيه ولا بشأن الطلب القضائي الإسباني.
ويبحث الحرس المدني عن فرضية وجود أنفاق أخرى في الحدود المشتركة لكل من سبتة ومليلية مع الأراضي المغربية، وهما مدينتان تحتلهما إسبانيا شمال المغرب، ويطالب الأخير باستعادتهما.
القدس العربي