هل أخطأت الدولة في مواجهة الجيل الجديد؟

لا يمكن التعامل مع أبطال العالم الرقمي بنفس أسلوب “جيل الفلقة”. فجيلان مختلفان تمامًا، وكان الأجدر بالدولة السماح للشباب بممارسة حقهم في الاحتجاج وسماع مطالبهم، بدل مواجهة سلمهم بالقمع واقتيادهم إلى المخافر وعرضهم أمام المحاكم.

هل تدرك الدولة أن صبر الشعب قد نفذ؟ منذ تولي هذه الحكومة، التي وُصفت بالسوداء، بدأت سياسة إعادة “تربية” المغاربة، كما صرح رئيس الوزراء بنفسه، معتبرًا أن ذلك جزء من مهامه.

هل يعتقد رئيس الحكومة أن المغاربة جبناء، وأن التهديد والوعيد كافيان لإبقائهم صامتين؟ هذا تصور خاطئ تمامًا. فقد أثبت المغاربة، في محطات عدة، أنهم الأكثر حكمة، وأنهم قادرون على إيصال رسائل قوية وواضحة، كما أكدت الاستحقاقات السابقة.

الاحتجاج السلمي ليس جريمة. هو حق يكفله الدستور وكل المواثيق الدولية. فمن غير المقبول أن يقابل هذا الحق بالقمع والاعتقالات والمحاكمات. الدولة التي تخاف من صوت شبابها، وترد على مطالبهم بالزجر، هي دولة تسير في الاتجاه الخاطئ.

ومغرب “السرعتين” سيحدد سرعته بحسب واقع الشارع؛ فإذا استمر القمع، هل يمكن السيطرة على شعب إذا امتلأت شوارعه عن آخرها؟ الشعب بلغ أقصى حد تحمله، ومطالبه مشروعة: العدالة الاجتماعية، الحق في التعبير، واستمرار عجلة التنمية دون تعطيل أو تراجع فهل من مجيب؟

عزيزة فكري

مقالات ذات صلة