تدشين محطة قطار جديدة بمدينة تازة يفضح واقع المغرب بسرعتين

مدينة تازة هي مسرح لمنطقة مغربية ذات سرعتين: تازة وجدة قطار بالبنزين وقطار بالكهرباء فاس المغرب.
تازة هي واحدة من المدن الاقدم في المغرب، التي عانت كثيرا من الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي… في حين أنها كانت:
1)- واحدة من عواصم البلاد لعدة مرات…
2)- مضيق الطواهَر: (ملتقى سلسلتي جبال الاطلس وجبال الريف)، الذي يضم أطول نفق سككي ONCF، كان تاريخيا يشكل حاجزا حقيقيا اوقف كل الهجمات الخارجية، بما في ذلك هجمات الإمبراطورية العثمانية…
3)- وكانت المدينة محطة لتأسيس واحدة من أكبر الثكنات العسكرية الفرنسية في المغرب في عشرينيات الحماية الفرنسية، بالإضافة إلى المدينة الأوروبية “ذراع اللوز” (تازة السفلى الحي العصري) التي بنيت سنة 1926 على أراضٍ تم نزع ملكيتها بموجب ظهير شريف وقع من قبل السلطان والمقيم العام الفرنسي “أوربان بلانك”، ولم يتم آنذال تعويض الأسر المتضررة من هذا النزع للملكية الذي شمل 102 هكتارا، ولم تستفد أسر الضحايا من أراضي الأملاك المخزنية المخصصة لهم آنذاك كتعويض بموجب الظهير الشريف الصادر بالجريدة الرسمية ورسم المعاوضة المودع لدى محكمة توثيق تازة … وقد تم الاستيلاء ظلما على كل الاراضي المخزنية المخصصة للمعاوضة من طرف من كلفوا بتسليمها للمتضررين وأراملهم وأيتاماهم، لان اغلبهم ضحوا بارواحهم كمقاومين ضد الجيوش الفرنسية بجبال وقرى تازة !
والجدير بالذكر أن اربع هكتارات من هذه الاراضي المخزنية المخصصة للمعاوضة معروضة حاليا، لاول مرة، أمام المحكمة الابتدائية ضد نظارة الاحباس، بعد قرن تقريبا من الظلم والحرمان والشطط في استعمال السلطة… في انتظار عرض قضية 98 هكتار من باقي الاراضي المخزنية المسلوبة أمام المحكمة الإدارية بفاس.
وخاصة القول: مدينة تازة لا تحتاج فقط إلى الارتقاء إلى سرعة أعلى، ولكنها تحتاج اولا وقبل كل شئ إلى لجنة وطنية الانصاف والمصالحة الاقتصادية الاجتماعية والتعويض العاجل… بعد نجاح مهمة لجنة الانصاف والمصالحة السياسية. والوطن غفور رحيم …
أكثر من مائة أسرة مستعدة للمصالحة مع الماضي، وتتمنى ألا تخضع لعقود أخرى من المحاكمات التي لا نهاية لها بعد اكتشافها لوثائق اتلفت عمدا من ارشيف المصالح الإدارية المحلية والجهوية وتم العثور عليها مؤخرا لدى المصالح المركزية بالرباط …
ان عدم الاسراع بايجاد حلول قد يؤدي إلى تشويه صورة المغرب الحبيب الذي يستعد لاستضافة كأسين رياضيين (كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030)… المغرب مراقب من قبل أعدائنا… علينا الا نعطيهم الفرص لمهاجمتنا…
الحسن الصاف

مقالات ذات صلة