نتائج عملية الانتقاء الخاصة بالإدماج في إطار أستاذ باحث تغضب دكاترة التربية الوطنية

في خطوة تصعيدية تحمل الكثير من الدلالات، أعلن اتحاد دكاترة المغرب العاملين بوزارة التربية الوطنية عن استعداده لخوض أشكال نضالية واسعة، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الخرق الفجّ لمبادئ الاستحقاق وتكافؤ الفرص” خلال نتائج عملية الانتقاء الأخيرة الخاصة بالإدماج في إطار أستاذ باحث.
الاتحاد، وفي بيان أصدره، ندد بـ”المماطلة المنهجية” و”التجاهل المتواصل” لمطلب عمر سنوات، يتمثل في تسوية الوضعية الإدارية لدكاترة الوزارة عبر الإدماج الشامل والعادل في إطار يراعي مؤهلاتهم العلمية، مع إحداث نظام خاص يُنهي حالة الاحتقان التي ظلت قائمة رغم وعود الإصلاح.
وفي تصريح لموقع “الميدان بريس”، قال الدكتور عبد الإله طلوع، أستاذ التعليم الابتدائي ودكتور في القانون العام والعلوم السياسية، وواحد من مناضلي التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد:
كنا ننتظر إطارًا يعيد الاعتبار للبحث العلمي داخل المنظومة، لكن ما حدث في نتائج الانتقاء لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى من الشفافية. ناضلنا من أجل إطار علمي موحد يُنصف جميع الدكاترة، لا لنجد أنفسنا أمام لوائح مثيرة للاستغراب، تُقصي من ناضلوا وصمدوا، وتكافئ من لا يُعرف لهم إنتاج أكاديمي حقيقي.”
وطالب الاتحاد بإيقاف عاجل للعملية قبل إعلان نتائج المقبولين، مع فتح تحقيق مستقل في الاختلالات التي شابت الانتقاء، وإعادة النظر في طريقة التنظيم التي أفرزت نتائج غير منسجمة مع مبادئ الإنصاف والموضوعية. كما شدد على ضرورة إحداث مرسوم خاص بدكاترة التربية الوطنية، على غرار ما هو معمول به في قطاعات أخرى.
وأشار الاتحاد إلى أن تفعيل المادة 35 من النظام الأساسي الجديد يشكل مفتاح الحل، داعيًا إلى تسوية شاملة تضمن إدماج الدكاترة في إطار “أستاذ باحث”، مع توزيعهم حسب التخصصات والاحتياجات العلمية للمجال التربوي.
واقترح في هذا السياق إحداث مختبرات بحث ومراكز للدراسات داخل الأكاديميات والمديريات الإقليمية، وتكليف الدكاترة بمهام البحث والتكوين والتأطير، من أجل استثمار خبراتهم في تجويد الأداء التربوي والتعليمي.
وختم الدكتور طلوع تصريحه بالقول:
هذه المعركة ليست معركة موقع وظيفي، بل معركة كرامة علمية، ولن نصمت أمام الإقصاء، لأن الوطن لا يمكن أن يُبنى بسياسة التبخيس… بل بتمكين الكفاءات من أداء دورها الحقيقي داخل المدرسة المغربية.”