موظفو التعليم العالي يصعّدون احتجاجاتهم.. إضرابات ووقفات ومقاطعة الدخول الجامعي المقبل

دخلت النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مرحلة تصعيدية في احتجاجاتها ضد ما وصفته بـ”تماطل الوزارة الوصية في المصادقة على النظام الأساسي الخاص بموظفي القطاع”، وذلك عقب اجتماع عقده المكتب الوطني للنقابة مساء الجمعة 20 يونيو 2025.
الاجتماع، الذي انعقد عن بعد، خصص لتقييم الإضراب الوطني الذي نفذ يومي 17 و18 يونيو، والوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي نظمتها النقابة أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم الأربعاء 18 يونيو.
وقد عبّر المكتب الوطني عن اعتزازه الكبير بنجاح المحطتين، مسجلًا نسب مشاركة قياسية في الإضراب وصلت إلى 87% على الصعيد الوطني، ومشاركة غير مسبوقة في الوقفة، وُصفت من قبل الإعلام الوطني بأنها “الأكبر في تاريخ احتجاجات القطاع”.
وأكد المكتب الوطني، في بلاغ توصل الموقع بنسخة منه، أن هذه التعبئة الواسعة تعكس حجم الغضب في صفوف الموظفين من تأخر إخراج النظام الأساسي للوجود، رغم انتهاء النقابة من الاشتغال عليه بشكل مشترك مع الوزارة منذ يناير الماضي.
وأشار البيان إلى أن الملف ظل يراوح مكانه بين ردهات وزارة المالية والاقتصاد، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، دون أي تفاعل جدي.
كما نددت النقابة بما أسمته “أسلوب التماطل والهروب إلى الأمام”، متهمة الوزارة الوصية بإهدار الوقت ومحاولة فرض الأمر الواقع، لا سيما بعد رفضها عقد لقاء تفاوضي مع وفد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 13 يونيو الجاري، وهو ما دفع الوفد النقابي إلى الاعتصام داخل مقر الوزارة لأزيد من ست ساعات وتنظيم وقفة احتجاجية آنية بحضور الوزير وطاقمه الإداري.
وفي خطوة تصعيدية، أعلن المكتب الوطني عن مواصلة تنفيذ البرنامج النضالي الوطني الذي أقره المجلس الوطني، والذي يتضمن محطات احتجاجية جديدة، أبرزها:
-
طرح سؤال شفوي حول مآل النظام الأساسي في جلسة مجلس المستشارين ليوم 24 يونيو.
-
تنظيم إضرابين وطنيين يومي 2 و16 يوليوز، مرفوقين بوقفات احتجاجية أمام رئاسات الجامعات.
-
مقاطعة الامتحانات ومباريات الولوج إلى المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود.
-
تنظيم إضراب وطني جديد لمدة 48 ساعة مع بداية الموسم الجامعي المقبل، متبوع بوقفة أمام وزارتي التعليم العالي والمالية.
-
مقاطعة الدخول الجامعي لموسم 2025-2026، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
وتوقف البيان عند “محاولة تشويش مكشوفة” تعرّضت لها النقابة، من خلال نشر بيان مزوّر باسمها ساعات قليلة قبل الوقفة الاحتجاجية، واصفًا ذلك بـ”العمل الجبان”، ومؤكدًا أن مثل هذه الأساليب لن تزيد مناضلات ومناضلي النقابة إلا تمسكًا بخطهم النضالي ووحدتهم التنظيمية.
من جهة أخرى، أشاد المكتب الوطني بانخراط نقابتي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (UNTM) والفيدرالية الوطنية للتعليم (FNE) في اليوم الثاني من الإضراب والوقفة أمام الوزارة، معبرًا عن تقديره للروح الوحدوية التي ميزت هذه المحطة. كما وجه دعوة إلى كافة الهيئات النقابية والحقوقية والسياسية لمساندة هذا الملف العادل.
وفي ختام البيان، دعت النقابة موظفي وموظفات التعليم العالي إلى الاستعداد للمراحل المقبلة من التصعيد، محذرة من أي محاولة للالتفاف على المطالب المشروعة، ومشددة على أهمية التعبئة الشاملة واليقظة في هذه الظرفية المفصلية.
يُشار إلى أن النظام الأساسي الجديد لموظفي التعليم العالي يُنتظر أن يشمل تحسينات في الوضعية الإدارية والمادية لشغيلة القطاع، إلا أن تعثر مسار المصادقة عليه، وعدم إدراجه ضمن أولويات الإصلاحات الحكومية، بات يهدد بانفجار اجتماعي داخل الجامعات المغربية، ما لم تُبادر الجهات المعنية إلى التفاعل الجدي مع الملف المطلبي.