تصعيد بين الجزائر وفرنسا.. الطيار لـ”الميدان”: النظام الجزائري يتصرف كعصابة

دخلت العلاقات الفرنسية الجزائرية مرحلة جديدة من التصعيد، بعد أن أخذ الهجوم على الجزائر طابع الحملة لدى المسؤولين الفرنسيين الذين تداولوا على مختلف الصحف والقنوات تصريحات تحمل مزيداً من التهديد والوعيد، رداً على ما يعتبرونها “إهانة”، بعد رفض الجزائر استقبال مؤثر كان تعرض للطرد من فرنسا، حتى أن الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي أطلق وصفاً على هؤلاء المسؤولين بأنهم يعانون من “فوبيا الجزائر”.
وقال وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، إنه يؤيد إلغاء امتياز حاملي الجواز الدبلوماسي الجزائري من التنقل لفرنسا دون تأشيرة.
وذكر هذا الوزير خلال تصريحاته لقناة “أل سي إي” أن “هناك اتفاقاً، منذ عام 2013، يتيح لحاملي الجوازات الدبلوماسية الجزائرية، والذين يُقدّر عددهم بالآلاف، التنقل بحرية داخل فرنسا دون الحاجة إلى تأشيرة”.
من جانبه، هدّد مانويل فالس، وزير الدولة الفرنسي لأقاليم ما وراء البحار، ورئيس الحكومة الفرنسية السابق، بأن الجزائر لديها الكثير لتخسره إذا استمرت في التصعيد مع فرنسا، مشيراً إلى أن هذا النهج يضر بالعلاقات الثنائية، ويؤثر سلباً على الجزائريين في الداخل والخارج، بمن فيهم الفرنسيون من أصول جزائرية.
وظهر رئيس الحكومة السابق غابريال أتال مطالباً باتخاذ إجراءات عقابية مشددة ضد الجزائر، منها نقض الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، وتقليل عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، مع الدعوة لاستخدام السلاح التجاري كوسيلة ضغط إضافية، من خلال إجراء مناقشات على المستوى الأوروبي لزيادة التعريفات الجمركية على الجزائر إذا لزم الأمر.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاستراتيجي والأمني محمد الطيار، أن هناك نقاشا في فرنسا بين النخب السياسية والإقتصادية كلها تؤكد أن فرنسا أصبحت تعي بشكل كبير أن الجزائريين الموجودين فوق أراضيها وأن الإمتيازات التي قدمتها فرنسا للجزائر بعد حصول هذه الأخيرة على الاستقلال فيما يخص العلاقات والهجرة و خاصة بعد دلك قانون الهجرة أو الاتفاقيات ، الاتفاقية الموقعة بين فرنسا و الجزائر سنة 1968 و التي تعطي امتيازات مهمة جدا للجزائريين فوق الأراضي الفرنسية كل هذه الأمور أصبحت محل نقاش.
وزاد قائلا “إضافة إلى ذلك، تأكد من خلال العديد من الإحصائيات أن نسبة الجريمة منتشرة في أوساط الجزائرين المهاجرين”، مشيرا إلى أن هذه النقاشات تؤكد أن فرنسا ممكن أن يؤثر عليها غرق النظام العسكري الجزائري، وأن أزمة النظام العسكري الجزائري لها تأثير كبير جدا على فرنسا بحكم العديد من العلاقات التي تربط فرنسا بالجزائر، والتي سبق وأن تم تخطيطها في إتفاقية ايفيان التي تعطي العديد من الامتيازات لفرنسا والتي تربط الجزائر بشكل خطير بفرنسا، وهنا أقف وأنا متمعن في هذه الإتفاقية تؤكد أن الجزائر لا تمارس ما يسمى بدولة الجزائر في الواقع لا تمارس سيادتها كدولة على أراضيها بمفهوم السيادة الشامل بل أن فرنسا لازالت تمارس ما تسميه بالحقوق في العديد من المجالات فوق التراب الجزائري وحتى فيما يتعلق بموارد الجزائر النفطية وغيرها”.
وسجل الطيار، في تصريخ خص به الميدان بريس، أن تصريح وزير الداخلية هو يأتي كذلك كرد على الجزائر حيث أن النظام العسكري الجزائري الذي يعيش التخبط أراد أن يضغط على فرنسا، خاصة بعد اعترافها بمغربية الصحراء و زيارة ماكرون إلى المغرب وخطابه أمام البرلمان المغربي أرادت الجزائر أن تقلد المغرب في الضغط على فرنسا من أجل الحصول على مواقف سياسية تسعف النظام العسكري الجزائري خاصة فيما يتعلق بمساعيه في إطار النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.
وشدد المتحدث ذاته أن الأيام المقبلة سوف تشهد بشكل واضح انحناء الجزائر أمام فرنسا وتراجعها عن جميع الإجراءات التي قامت بها وسوف تعلن أسفها وندمها وخضوعها التام كما فعلت مع إسبانيا حيث أنه بعد سلسلة يعني إستدعاء السفير ومقاطعات تجارية إجراءات إقتصادية إلى غير ذلك من الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها الجزائر ضد إسبانيا بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية واعترافها بسيادة المغرب على صحرائه سرعان ما تراجعت الجزائر وارجعت سفيرها وكأن شيئا لم يكن وقد عادت بشكل يبين أن هدا النظام هو نظام متخبط ونظام يتصرف بشكل عصابة لا يفقه شيئا في أمور السياسة وليست له رؤية إستراتيجية في تعامله مع محيطه لذلك بالفعل فرنسا على مستوى النقاشات الداخلية أصبحت كلها تصب في كون الجزائر اصبحت عبء على كاهل فرنسا التي تمر من أزمات إقتصادية وإنكماش في دورها على المستوى الدولي.