التعاون العسكري المغربي- التركي.. الطيار لـ”الميدان”: شراكة ستمنح المغرب مكانة هامة على مستوى التسليح
دخل المغرب مرحلة جديدة تهم تسريع التصنيع العسكري وتوطين الشركات المهتمة بالصناعات العسكرية بالمملكة، وذلك تنزيلا للنصوص القانونين المنظمة لقطاعيْ الصناعة والدفاع، أبرزها القانون المتعلق بمناطق التسريع الصناعي، والقانون المتعلق بعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة، الصادر في 25 يوليوز 2020، و المرسوم المتعلق بمناطق التسريع الصناعي، ولاسيما المادة 2 منه، والمرسوم المتعلق بـعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة.
ويسعى المغرب من خلال إحداث منطقتين للتسريع الصناعي للدفاع، إلى فتح أبواب التصنيع العسكري في المغرب أمام الاستثمارات الأجنبية في مجال التصنيع العسكري، وجذب الشركات الرائدة في هذا المجال، وهو ما سيمكن المملكة من امتلاك أحدث الاليات العسكرية والتقنية، لمواجهة مخاطر التي تشكلها منطقة الصحراء والساحل.
التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء والجريمة العابرة للحدود، دفعت المغرب إلى الانفتاح على شركاء في المجال العسكري وتنويع مصادر التسليح، وتوقيع اتفاقيات مع عدة شركاء- الولايات المتحدة الأمريكية الهند الصين تركيا.
واتجه المغرب في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، نحو الصناعة العسكرية التركية، نظرا لما أصبحت تتوفر عليه من إمكانيات عسكرية على المستوى الدولي، بعد أن طورت منظومة دفاعية متكاملة محلية الصنع.
الخطوة المغربية بالانفتاح على التعاون العسكري مع تركيا، زكاها مصادقة المجلس الوزاري التي ترأسه الملك محمد السادس، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية على إنشاء منصب “ملحق عسكري” بسفارة المملكة في أنقرة.
وانتقل المغرب من مرحلة استيراد الاليات العسكرية والطائرات المسيرة من تركيا، إلى مرحلة توطين الشركات التركية بالمغرب ونقل خبراتها إلى المملكة، في سعي حثيث لامتلاك المغرب لمنظومة عسكرية متكاملة، يواجه من خلالها التحديات الإقليمية المطروحة في إطار جغرافي ملتهب، خاصة الطائرات المسيرة التركية التي أثبتت فعاليتها في العديد من المواجهات والحروب العسكرية.
ويرى محمد الطيار، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن العلاقات المغربية التركية وتطويرها في المجال العسكري ليست على حساب أي شريك من شركاء المغرب في المجال العسكري، خاصة إسرائيل أو غيرها، بل إن الأمر يدخل فقط في إطار تنويع الشراكات الذي تعتمده المملكةكاستراتيجية في المجال العسكري و الدفاعي.
وأكد الطيار أن هذه الاستراتيجية تقوم على تنويع الشركاء والانفتاح على شركات عسكرية أثبتت جدارتها على المستوى العالمي واعتماد المغرب على تنويع شركائه، ومن بينهم طبعا تركيا التي وصلت العلاقة بين الدولتين إلى مرحلة جد متقدمة في هذا المجال وهي حصيلة لسنوات من التعاون العسكري.
وسجل الطيار أن الصناعات الدفاعية التركية تطورت بشكل هام جدا، ولابد أن المنصات والمناطق التي خلقها المغرب والتي تحتضن توطين الصناعة العسكرية المغربية، تغري الشركات التركية، كما هو الحال بالنسبة للشركات الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والبرازيلية والهندية إلى غير ذلك.
وشدد الخبير الأمني أن العلاقة التي تطورت بين المغرب وتركيا تدخل في إطار ما يقوم به المغرب من إستقطاب للاستثمارات الأجنبية في إطار هذه المناطق والمنصات التي وضعها من أجل تطوير صناعة دفاعية على المستوى الدولي، وهذا الأمر فيما يخص تركيا ظهر بشكل كبير جدا في الأيام القليلة الماضية حيث قام وفد من شركة “السينصال” التركية، وهي شركة رائدة في الصناعة العسكرية، إذ قام هذا الوفد بزيارة رسمية للمغرب.
وأشار الطيار إلى أن هذه الشركة تعد تقريبا من الخمسين شركة التي توجد في لائحة أكبر وأهم الخمسين شركة على المستوى العالمي في المجال الدفاعي، لذلك فالعلاقات التركية المغربية في المجال العسكري ليست على حساب أي طرف من شركاء المغرب.
ومضى يقول “فقد سبق أن وقع المغرب وتركيا عدة صفقات عسكرية، منها حسب بعض التقارير أن المغرب يجري محادثات مع نفس الشركة التركية لاقتناء نظام إدارة قتالي (سي إم إس ) وهو نظام من الجيل الجديد كما أنه دخل معها كذلك في الحصول على أنظمة دفاعية تتعلق بالدفاعات البحرية، وقد وقع المغرب مع هذه الشركة التركية إتفاقية بقيمة 50،7 مليون دولار للحصول على منظومات الحرب الإلكترونية من طراز كورال ، وهي الاتفاقية كان قد تم توقيعها مابين سنة 2023 و2024.
وأوضح المتحدث ذاته أن المغرب يسعى لشراء حوالي 200 مدرعة تركية من طراز كوبرا 2 إلى غير ذلك من الصفقات العسكرية وتوطين طائرات برقادر كذلك في المغرب والتي أثبتت أهميتها وفعاليتها في العديد من المواجهات والحروب العسكرية في العالم هو كذلك قيمة مضافة للمغرب.
وتابع قائلا “لاشك أن المغرب سيحصل كنتيجة للاستراتيجية المعتمدة في تنويع الشركاء على منافع كثيرة ومن شأن ذلك أن يحقق المغرب مكانة مهمة جدا في مجال التسلح على المستوى العالم.
واشار إلى أن المغرب في إطار تطوير علاقاته مع تركيا قد عين ملحقا عسكريا في السفارة المغربية في تركيا والحال بالنسبة للسفارة المغربية في نيودلهي بالهند، موضحا أن العلاقات العسكرية والتعاون العسكري والاتفاقيات العسكرية مابين تركيا والهند يشهد تطوار، وهذا لا يؤثر بتاتا على العلاقات المغربية مع باقي حلفائه فإسرائيل بالفعل كانت سباقة في توطين شركات إسرائيلية لطائرات بدون طيار في المغرب وقد تم إنتاج الطائرة بدون طيار المشتركة مابين المغرب وإسرائيل في المغرب إلى غير ذلك من الاتفاقيات.