عنترة: الفكر المتنور لعصيد وكلاب ازعج قوى الظلام والتطرف
أكد الباحث الإعلامي مصطفى عنترة أن التهديدات التي تعرض لها كل من الناشط الأمازيغي أحمد عصيد والمؤرخ كلاب، لن تنال من عزيمتها.
وقال عنترة إن “المفكر القدير أحمد عصيد تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية من طرف بعض أصحاب الفكر المريض المحرض على الكراهية والعنف، وهذه المرة رفقة المؤرخ عبد الخالق كلاب بالقتل حرقا وبالذبح والتمثيل بالجثة، وذلك بسبب آرائهما المتعلقة بأصل المغاربة”.
وشدد المتحدث ذاته أن “الأستاذ عصيد استطاع بناء أطروحة فكرية متكاملة ضمن مشروع ثقافي ضخم اشتغل عليه منذ أزيد من أربعة عقود تركز حول المسألة الأمازيغية في أبعادها المختلفة كلغة وثقافة وهوية وحضارة وتاريخ، وبالتالي أضحت أفكاره ومنهجية تحليلاته وجرأته المعهودة في تسمية الأشياء بمسمياتها.. مصدر إزعاج العقول الصغيرة التي لم تقدر على استيعاب هذه الافكار ومناقشتها”.
وتابع قائلا “أما الأستاذ عبد الخالق كلاب، فقد نجح، بكل تأكيد، في خلخلة بنيات ثقافية قائمة على حقائق تاريخية مغلوطة بفعل قراءته الدقيقة للأحداث، وفهمه للوقائع بناء على مصادر تاريخية قوية، إضافة، وهذا هو الأهم، أن المؤرخ كلاب استطاع إبراز الاستثناء الثقافي المغربي في علاقته مع المشرق العربي”.
وسجل عنترة أن “أفكار عصيد وكلاب تشكل، اليوم، أرضية لنقاش مثمر وهادف لإعادة النظر في مجموعة من المفاهيم وتصحيح العديد من المغالطات المتعلقة بتاريخ المغرب، وثقافة وهوية المغاربة وعلاقتهم بالعروبة والإسلام وغير ذلك”.
ومضى يقول “قد كان لشبكات التواصل الاجتماعي دورها الإيجابي في هذه الديناميات الفكرية والثقافية التي ساهم في إثارتها بالشكل الذي جعل جزءا كبيرا من المغاربة يتفاعلون معها وينخرطون فيها. كما كان لشبكات التواصل الاجتماعي دورها السلبي في استغلالها من قبل قوى الظلام لبت السموم والحقد والتطرف وممارسة التهديد ضد كل فكر متنور وتحرري”.
كما أكد عنترة أن “المجتمع الديمقراطي يجب أن يأخذ هذه التهديدات محمل الجد من خلال استنكارها ومواجهتها.. ولا يسعنا والحالة هذه، إلا أن نعلن تضامننا مع المفكر القدير السي أحمد عصيد، وكذلك المؤرخ المتنور السي عبد الخالق كلاب، ونؤكد أن حملات التهديد والترهيب لن تنال ولن تنال من عزيمتهما، ولن توقف مسعاهما في انتاج المزيد من الأفكار وإماطة اللثام عن مجموعة من الحقائق التي أيقضت فعلا جزءا كبيرا من ضمير المغاربة”.