أبو حفص: المؤسسات شريكة في تعميق أزمة تازة لا في حلها- فيديو

أكد أيوب أبو حفص، المهندس المعماري ونائب رئيس المجلس الجماعي لتازة، أن مدينة تازة تعيش وضعا اقتصاديا صعبا يستوجب تدخلا عاجلا، محذرا من استمرار نزيف الهجرة في صفوف الشباب، ومشددا على أن المدينة تعد من بين القلائل في المغرب التي تعرف معدل نمو سلبي.

وقال أبو حفص، في كلمة له خلال  ندوة نظمتها الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى، أمس الأربعاء، بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة تازة، وذلك في إطار قافلة وطنية حول برامج الدعم وآليات التمويل الموجهة للمقاولات الصغرى، تحت شعار “المقاولة الجهوية رافعة للتنمية المحلية”.، إن النقاش حول المقاولة بالمغرب أصبح توجها حكوميا، إلا أن الواقع لا يعكس هذا الطموح، خصوصا في مدينة تازة، التي ما تزال تعاني من ركود اقتصادي واختلالات في دعم الاستثمار.

وأوضح أبو حفص أن الجميع يتحمل جزءا من المسؤولية في هذا الوضع، مؤكدا: “لم ندافع عن المدينة كما يجب، واليوم علينا أن نقرع ناقوس الخطر قبل أن يفوت الأوان.”

وفي انتقاد مباشر للقطاع البنكي، أشار أبو حفص إلى أن الأبناك تشكل كبحا واضحا لعجلة التنمية، إذ أنها لا تتحمل أي نوع من المخاطرة، وقال: “البنوك في المغرب لا تراهن على الأفكار أو الابتكار، بل تطلب من المقاولين ضمانات مبالغ فيها. وإذا كان لدى المقاول كل هذه الضمانات، فلماذا سيتوجه للبنك أصلا؟ سيقوم بالتمويل الذاتي ولن يحتاجهم.” وأضاف بنبرة حادة: “البنك ليس شريكا معنا، بل شريك مع جيوبنا.”

واستشهد أبو حفص بنماذج عالمية ناجحة مثل “فيسبوك” و”أمازون”، حيث تم تمويل أفكارها في بداياتها دون ضمانات، موضحا: “إذا مولنا 100 مشروع ونجح مشروع واحد فقط، وخلق قيمة مضافة وثروة، فنحن قد ربحنا. أما مقاربة ‘أرِنا الضمانة’ فهي فاشلة ولا تنتج التنمية.”

وفي حديثه عن المركز الجهوي للاستثمار بجهة فاس-مكناس، انتقد أبو حفص الأعطاب التقنية التي تعاني منها المنصة الرقمية للمركز، معتبرا أنها تعيق تقديم المشاريع، خاصة من طرف المقاولين .

وقال: “اشتغلت على مشروع سياحي في تازة لمدة ثلاث أيام، ولم أتمكن من وضع الملف في المنصة الرقمية للمركز بسبب مشكل تقني متواصل. لا يعقل أن يعد مهندس التقارير والدراسات ويعمل ليلا ونهارا، وفي النهاية يمنع من تقديم مشروعه بسبب عطب في النظام الرقمي.”

وبخصوص ملاءمة سوق الشغل، شدد نائب رئيس المجلس الجماعي لتازة على ضرورة إعادة هيكلة عمل “الأنابيك”، مشيرا إلى أنها مطالبة اليوم بتوجيه الشباب نحو التكوينات التي يحتاجها سوق الشغل. كما أشار إلى ضعف التكوين لدى بعض الخريجين، مؤكدا على أهمية تكوين وتأهيل الكفاءات قبل ولوج سوق العمل.

وختم أبو حفص تصريحه بالتأكيد على أن “التنمية لن تتحقق ما لم تكن هناك إرادة حقيقية لتغيير العقليات ومرافقة المشاريع بشجاعة، لا فقط بمطالب بيروقراطية تعيق ولا تيسر.”

مقالات ذات صلة