ميارة: النظام العالم يعيش مخاضا صعبا ونحن مطالبون بدعم قضايا التنمية والأمن والسلم الاجتماعي
دعا النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين، إلى تحويل مخاض إعادة تشكل النظام الدولي إلى فرص حقيقية للتنمية الشاملة، في سياق جيواستراتيجي صعب، مطبوع بزعزعة الاستقرار والأمن العالمي من الناحيتين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد النعم ميارة، في كلمته الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورو متوسطية والخليج العربي التي تحتضنها مدينة مراكش يومي 11 و12 يوليوز الجاري، أن العالم اليوم أمام وضع دولي عنوانه العريض عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، بسبب هشاشة نظام الأمن الغذائي العالمي، وتقلب الأسواق المالية والدولية، وأزمة الطاقة والتضخم وارتفاع أسعار المواد الأولية والأساسية.
وشدد رئيس مجلس المستشارين، أن هذا المنتدى يشكل إطارا برلمانيا يشجع التعاون والحوار والعمل المشترك داخل منطقتين تتمتعان بثقل استراتيجي وازن، استطعتا، بحسب تعبيرهـ عن جدارة واستحقاق، استعادة اهتمام الجهات الفاعلة في الأسرة الدولية، بحكم موقعهما الجغرافي المتميز ومؤهلاتهما المادية والبشرية التي تجعلهما في صلب دوائر النقاش وروابط التعاون العالمي الهادف إلى استعادة العافية الاقتصادية الدولية ودعم الأمن والسلم الاجتماعي داخل وبين دول المعمور.
وأبرز ميارة أن المغرب أصبح بفضل ديناميته الدولية محط إشادة تقدير من قبل شركائه من دول ومنظمات وهيئات مختلفة، بغاية إيجاد الحلول المبتكرة والمناسبة للإشكالات والتحديات المطروحة عليه في المجالات والقطاعات التي تحظى بالأولوية على المنتدى، وسيما المتصلة بالتحول الطاقي والطاقات المتجددة”.
واعتبر المتحدث ذاته أن المغرب كان سباقا للاستثمار في الحلول المستدامة، إذ مكنه موقعه الإستراتيجي ومؤهلاته من الارتقاء إلى مصاف البلدان الرائدة في مجال تمويل وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية والهيدروجين الأخضر، وذلك ضمن استراتيجيته الطموحة لتسريع الانتقال الطاقي وتحقيق الحياد الكربوني، مذكرا بجهود المغرب لتنفيذ مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا وفقا لمقاربة اقتصادية تركز على تحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الإفريقية ذات الدخول المتوسطة التي سيمر بها المشروع.
وأشاد رئيس مجلس المستشارين بمستوى التقدم المحرز في العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية، لاسيما على المستوى البرلماني، حيث يحظى البرلمان المغربي بوضعية خاصة لدى التكتلات البرلمانية الفاعلة في هذه المنطقة.
وعبر رئيس مجلس المستشارين ورئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط عن أمله الكبير أن تتوج الدورة الثانية للمنتدى بمقترحات ملموسة تسهم في تعزيز التعاون والتكامل بين برلمانات المنطقة الأورومتوسطية والخليج وشركائنا في أمريكا اللاتينية، وتدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعوب.
ويشكل المنتدى البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأوروـ متوسطية والخليج، الذي احتضنت مراكش دورته التأسيسية قبل نحو سنتين، إطارا للحوار حول القضايا الراهنة التي تهم منطقتي البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، وكذلك إطارا لتفاعل البرلمانيين والشركاء المؤسسيين لبرلمان البحر الأبيض المتوسط مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين من القطاعين العام والخاص، وكذلك مع الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.
وتركز النسخة الثانية من المنتدى على موضوعين رئيسيين، وهما: “التحول إلى الطاقة الخضراء”، و”دعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في هذه العملية”.