الانتخابات الجزائرية.. مرشحان ينهيان جمع التوقيعات المطلوبة وتحديات تعيق آخرين
أكمل مرشحان عملية جمع لائحة التوقيعات المطلوبة لخوض الانتخابات الجزائرية بالاعتماد أساسا على لائحة المُنتخبين (جمع 600 توقيع من أعضاء البرلمان والمجالس المحلية والولائية) بديلاً قانونياً للائحة الناخبين التي تستدعي توقيع 50 ألف ناخب، بينما يشتكي مرشحون من صعوبات تعيق عملية التصديق على التوقيعات لدى المصالح المدنية في البلديات، برغم تعهدات أطلقتها الهيئة المستقلة للانتخابات بشأن تسهيل العملية.
وقال رئيس الهيئة الانتخابية لحركة مجتمع السلم أحمد صادوق لـ”العربي الجديد”، اليوم السبت، إن “مرشح الحركة عبد العالي حساني جمع حتى الآن ما يفوق 1700 توقيع من المُنتخبين (أعضاء البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة)، وهذا الرقم يبقى مؤقتاً ومرشّحاً للارتفاع أكثر، إلى حين جمع كل الاستمارات من الولايات”، مضيفاً أن “الحركة قامت بسحب 250 ألف استمارة توقيع الخاصة بالناخبين، وجرى توزيعها على قواعد الحركة في الولايات”.
ويتعين على المترشحين تقديم 50 ألف توقيع من الناخبين من 29 ولاية على الأقل، بحيث لا يقل عدد التوقيعات من كل ولاية على 1200 توقيع، أو تقديم 600 توقيع فقط من المنتخبين (أعضاء البرلمان والمجالس المحلية والولائية)، وتنتهي مهلة جمع التوقيعات وإيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية لدى السلطة المستقلة للانتخابات في منتصف ليل 18 يوليو/تموز المقبل، قبل أن تبدأ سلطة الانتخابات في معالجة ملفات الترشح والإعلان عن لائحة المترشحين المقبولين للمشاركة في الانتخابات الجزائرية الرئاسية المقبلة، على أن تصادق المحكمة الدستورية على اللائحة النهائية للمترشحين يوم الثالث من أغسطس/آب المقبل، قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية في 14 أغسطس المقبل حتى الرابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية والمرشح في الانتخابات الجزائرية للرئاسة يوسف أوشيش لـ”العربي الجديد” إنه استكمل جمع لائحة التوقيعات المطلوبة، خاصة تلك المتعلقة بالمنتخبين، إضافة إلى منتخبي الحزب في المجالس المحلية والولائية، مشيراً إلى أن منتخبين مستقلين وآخرين ينتمون إلى أحزاب أخرى وقعوا لصالح ترشحه. ولفت إلى أن الحزب كان يستطيع جمع أكثر بكثير من العدد المطلوب من توقيعات المنتخبين في 16 ولاية، لكنه كان مضطرا إلى جمع توقيعات من 13 ولاية أخرى على الأقل، لاستيفاء شرط توزع التوقيعات على 29 ولاية على الأقل، وفقا لما ينص عليه القانون.
وفي مقابل استيفاء المرشحين عبد العالي حساني ويوسف أوشيش التوقيعات المطلوبة، ما زال عدد من المترشحين بصدد معركة استكمال جمع التوقيعات، على غرار المرشحة سيدة الأعمال سعيدة نغزة التي أصدرت أمس بيانا مصورا، طالبت فيه سلطة الانتخابات بالتدخل لإزالة عراقيل تعقد من عملية جمع التوقيعات، خاصة في بلديات الداخل الجزائري، وتحدثت عن انقطاعات الإنترنت وضعف تكوين الأعوان الإداريين في البلديات بشأن المسألة الانتخابية وجهلهم القانون والضوابط القانونية في التعامل مع التوقيعات. وقبل نغزة، كانت المرشحة اليسارية لويزة حنون قد أصدرت قبل أيام بيانات تنتقد فيها وجود عراقيل تواجه الناخبين المؤيدين لها في التصديق على استمارات التوقيعات.
وجاءت انتقادات المرشحة سعيدة نغزة برغم تعهدات أصدرتها قبل أيام السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر بشأن وضع تدابير جديدة تسمح للمترشحين بجمع لائحة التوقيعات المطلوبة للترشح ومعالجة إشكالية ضيق الوقت، بما يتيح للمترشحين أو من يمثلهم في الولايات والبلديات حجز موعد للتقدم إلى المؤسسات المختصة، والمصادقة على ذات الاستمارات خارج ساعات العمل المنصوص عليها، حتى العاشرة ليلا. ويتوقع أن يعلن الرئيس عبد المجيد تبون ترشحه لولاية رئاسية ثانية قبل العاشر من يوليو/تموز المقبل، مباشرة بعد الانتهاء من الإشراف على نهائي كأس الجزائر الذي سينظم في الخامس من يوليو المقبل، حيث سيكتفي تبون إثر ذلك بجمع لائحة توقيعات المنتخبين (600 على الأقل)، بمساعدة من حزمة أحزاب سياسية تدعم ترشحه.