ويحمان: تنظيم كأس إفريقيا حدث عابر والرهان الحقيقي هو بناء دولة المؤسسات

أكد الناشط الحقوقي أحمد ويحمان، أن تنظيم المغرب كأس إفريقيا، مهما كان حجمه أو الزخم الإعلامي المصاحب له، يبقى حدثا عابر لا ينبغي المبالغة في تحميله أدوارا استراتيجية تتجاوز طبيعتها، مشددا على أن بناء سمعة الدول واحترامها دوليا يمر أساسا عبر السياسات العمومية الرصينة والمؤسسات الديمقراطية، لا عبر “البهرجة” المرتبطة بالمنافسات الرياضية.

وأوضح ويحمان، خلال حلوله ضيفا على بودكاست “نقاش في الميدان” الذي يبث على موقع الميدان بريس، أنه لا يولي اهتماما كبيرا للمباريات الرياضية، خاصة في جانبها الاحتفالي، معتبرا أنها لا تندرج ضمن أولوياته الأساسية.

وفي تفاعله مع الطرح الذي يؤكد أن هذا التنظيم يساهم في تسويق صورة المغرب وجلب الاستثمارات والسياحة، أقر ويحمان بإدراكه لهذه الأبعاد، لكنه وصفها بـ”التفاصيل الثانوية”، مقابل ما اعتبره جوهر التحدي الحقيقي، والمتمثل في بناء دولة قوية بمؤسسات نزيهة وسياسات عمومية فعالة.

وأشار المتحدث إلى أن الاحترام الدولي يكتسب من خلال التنمية الاقتصادية، وضمان الحريات العامة، وترسيخ الديمقراطية، وتنظيم انتخابات نزيهة، وليس عبر تظاهرات موسمية “تأتي وتذهب”، على حد تعبيره، محذرا من توظيف الرياضة كوسيلة لإلهاء الرأي العام عن القضايا الاجتماعية الأساسية.

وسلط ويحمان الضوء على ما وصفه بالقضايا الحقيقية التي تشغل المواطن المغربي، وفي مقدمتها التعليم، والصحة، والشغل، والسكن اللائق، والنقل، وفك العزلة عن المناطق المهمشة، معتبرا أن التركيز المفرط على التظاهرات الرياضية قد يستغل لصرف الأنظار عن هذه الإشكالات البنيوية.

وشدد ويحمان على أن موقفه لا ينطوي على عداء للتظاهرات الرياضية التي يحتضنها المغرب، وإنما يعكس ترتيبا مختلفا للأولويات، يضع القضايا الاجتماعية والديمقراطية في صدارة الاهتمام.

مقالات ذات صلة