هولندا.. تخليد ذكرى الجنود المغاربة الذين سقطوا في ساحة القتال خلال معركة “كابيل”
شارك سفير المغرب بهولندا، محمد بصري، أمس الخميس، في مراسم تخليد ذكرى الأبطال المغاربة الذين ضحوا بحياتهم، إلى جانب الجنود الفرنسيين والهولنديين، أثناء القتال الذي دارت رحاه في العام 1940 خلال معركة “كابيل” (جنوب هولندا) ضد القوات النازية.
وفي كلمة ألقاها خلال هذه المراسم، التي أقيمت بالمقبرة العسكرية الفرنسية بكابيل، ذكر السيد بصري بالتضحيات والمعارك الشجاعة التي خاضها عشرات الآلاف من الجنود المغاربة في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية، منها عدة مئات بهولندا، من أجل الدفاع عن قيم العدالة والحرية ضد قوى المحور، وذلك خلال فترة مفصلية من تاريخ الإنسانية.
وأشار السفير إلى أن مشاركة الجنود المغاربة في الحرب العالمية أرست أسس أخوة في السلاح ستشكل مرجعية تاريخية لنداء السلطان سيدي محمد بن يوسف سنة 1939، بعد وقت قصير من إعلان الحرب العالمية الثانية. وبالفعل، دعا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، في الخطاب الرسمي ليوم 3 شتنبر 1939، الأمة المغربية إلى تقديم الدعم غير المشروط لفرنسا.
وأضاف أن عرفان فرنسا يجد ترجمته في الدعوة التي وجهها الجنرال دوغول إلى السلطان سيدي محمد بن يوسف لحضور احتفالات 18 يونيو 1945 واحتفالات النصر وتسمية أب الأمة المغربية رفيقا للتحرير.
من جهة أخرى، أشار السيد بصري إلى أن حفل التكريم هذا يشكل فرصة ينبغي أن تتيح تقييم الماضي المؤلم واستخلاص الدروس منه “حتى لا نجد أنفسنا في أوضاع مماثلة لما قبل الحرب، حيث تنتشر وتسود إيديولوجيات الكراهية، عدم الاحترام والتعصب”.
وشدد على أنه “لذلك، فإن واجبنا الجماعي يتمثل في مواصلة بناء جسور العيش المشترك بين الدول والمجتمعات والثقافات”.
وفي هذا الصدد، وجه الدبلوماسي نداء إلى الطلاب والأجيال الشابة ومواطني الغد الحاضرين في هذه المراسم، لاستيعاب هذا التاريخ التعددي وتملكه من أجل مواجهة تحديات المستقبل المتعددة بشكل أفضل، مع ضرورة تكريس مبادئ الديمقراطية والقيم الكونية.
وهكذا، شجع السفير الأجيال الشابة على قراءة تاريخ بلادهم وقارتهم وتقديم مساهمتهم الإيجابية لتعزيز التماسك الاجتماعي من أجل المزيد من المساواة والاحترام وصون الكرامة، بغض النظر عن الأصل أو العقيدة أو لون البشرة، قائلا إن “المدرسة تظل فضاء تكوين مواطني المستقبل والمكان الأول للعيش المشترك”.
كما أعرب السيد بصري عن شكره الجزيل لمنظمي هذا الحفل الذي أضحى حدثا سنويا يسهم في “الحفاظ على الذاكرة الجماعية التي تطبعها قيم الصداقة والتضامن”.