3 عوامل تثير مخاوف الركراكي بعد التعادل أمام موريتانيا

قدّم منتخب المغرب، بقيادة مدربه وليد الركراكي، مستوى غير مقنع، في المواجهة الودية، التي انتهت بالتعادل السلبي بين “أسود الأطلس” وضيفه منتخب موريتانيا، الثلاثاء، ضمن مرحلة الاستعداد للفترة القادمة، أبرزها التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2026.

وخلّف مستوى منتخب المغرب المخيب للآمال، والذي قدّمه في المواجهة ضد منتخب موريتانيا، غضباً كبيراً من قبل جماهير مغربية، التي عبّرت عن عدم رضاها عن التكتيك، الذي اعتمده المدرب وليد الركراكي في اللقاء، وطالبت المدير الفني بضرورة البحث عن حلول ناجعة، قبل فوات الآوان، خاصة أن منتخب “أسود الأطلس” مقبلٌ على التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2026.

وأصبح المدرب وليد الركراكي ومساعدوه مطالبين بحلٍ مشكلة العقم التهديفي الذي يُعاني منه منتخب المغرب، منذ مشاركته الناجحة في مونديال قطر عام 2022، وعدم انضباط “أسود الأطلس” تكتيكياً في الفترة الأخيرة، إضافة إلى طغيان اللعب الفردي، وهي عوامل تُثير مخاوف المدير الفني، قبل انطلاق التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم في شهر يونيو/حزيران القادم.

العقم الجهومي لكتيبة الركراكي

رغم السيطرة الميدانية التي فرضها منتخب المغرب على منافسه منتخب موريتانيا طيلة المباراة الودية، فإنّها لم تكن كافية لهزّ شباك حارس مرمى “المرابطين”، بغض النظر عن الفرص العديدة، التي أتيحت لكتيبة المدرب وليد الركراكي.

وخيّم العقم الهجومي على المباراة الثانية لمنتخب المغرب توالياً، بعد الأولى ضد منتخب أنغولا، يوم الجمعة الماضي، التي أثبتت بدورها عجز لاعبي منتخب “أسود الأطلس” في التهديف، علماً أن الهدف الوحيد المُسجل في مرمى منتخب أنغولا جاء بنيرانٍ صديقة.

وأصيبت الجماهير المغربية بخيبة أمل كبيرة، بعد فشل منتخب المغرب في تسجيل أيّ هدفٍ في مباراتين متتاليين، رغم أنه يقوده مهاجمون يلعبون في دوريات أوروبية كبرى، لكن غابت الفعالية الهجومية، وافتقر الخط الأمامي لمنتخب “أسود الأطلس” إلى مهاجم يجيد ترجمة الفرص إلى أهداف حقيقية.

وأظهرت المواجهتان الوديتان لمنتخب المغرب ضد منتخبي أنغولا وموريتانيا (على التوالي) عدداً من النقائص الفنية لـ”أسود الأطلس”، سواء العقم الهجومي أو النهج التكتيكي أو انضباط اللاعبين داخل الملعب، ما حال دون استثمار الفرص على نحو جيد، وهزّ شباك المنافسين.

غياب الانضباط التكتيكي

وافتقد نجوم منتخب المغرب إلى الانضباط التكتيكي المُحكم، خلال المواجهة الودية ضد موريتانيا، رغم امتلاك المدرب وليد الركراكي أفضل اللاعبين، الذين يحترفون في عدد من الأندية الأوروبية الكبرى.

وسقط نجوم منتخب “أسود الأطلس” في فخ التسرع، وعدم تنويع نظام لعبهم بين حين وآخر، بغرض إرباك المنتخب المنافس، الذي ظهر أكثر انضباطاً، وقدرة على مسايرة إيقاع اللقاء الودي.

وظهر لاعبو منتخب المغرب في بعض اللحظات، كما لو أنّهم يلعبون من دون خطة واضحة، فضلاً عن بروز مشكلة الانسجام في بعض الخطوط، من جراء التغييرات التي قام بها المدرب وليد الركراكي في الودية الثانية أمام موريتانيا، من أجل منح الفرصة للاعبين جدد حتى يقف على مستواهم الفني.

قلة الانسجام

لم ينجح منتخب المغرب في استغلال فرص واضحة للتسجيل في المباراة الودية ضد منتخب موريتانيا، بفعل التسرع وغياب النجاعة الهجومية، والمبالغة في اللعب الفردي، إضافة إلى قلّة انسجام بعض اللاعبين في ما بينهم.

وكثرت الأخطاء في التمريرات والتموضع، مقابل ميل اللاعبين إلى احتكار الكرة والمراوغة، بغرض إثبات الذات، بدل الاعتماد على اللعب الجماعي، الذي ميّز المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022.

وأرجع المدرب وليد الركراكي أسباب قلّة الانسجام في المؤتمر الصحافي، إلى انضمام لاعبين جدد لأول مرة إلى منتخب المغرب، وحاجتهم إلى مزيد من الوقت، من أجل التأقلم مع بقية زملائهم القدامى، وتعهد بإيجاد حلّ لهذه المعضلة قبل انطلاق تصفيات مونديال كأس العالم 2026.

مقالات ذات صلة