مستكفي يكتب.. فصل المقال في حق الدكتور مصطفى جفال الإنسان
نعم إنه الاستاذ الإنسان، إنسانيته قل نظيرها في الجامعات، موسوعة علمية بمعنى الكلمة، إبحار في تاريخ الفكر السياسي وإلمام دقيق بالانتروبولوجيا ومناهج العلوم الاجتماعية. مازلت تلك الصورة عالقة في ذهني عندما كنا نلج المدرج لحضور مادة تاريخ الفكر السياسي ليأخذنا الاستاذ جفال في رحلة ماتعة حول أفكار ارسطو و أفلاطون و بيريكليس و شيشرون، أما حديثه عن تاريخ الفكر السياسي الإسلامي فهو ذو شجون و بخاصة حديث أستاذي عن الافكار السياسية لإبن رشد.
الأستاذ مصطفى جفال اليد الممدودة لأبناء الشعب، السند المادي و المعنوي الذي لا يكل و لا يمل.
أتذكر جيدا نهاية تسعينات القرن الماضي خلال نظام دبلوم الدراسات العليا المعمقة بتخصصاته الأربعة: القانون الدولي العام والعلاقات الدولية تخصص القانون الدستوري وعلم السياسة و خصص العلوم الإدارية وتخصص المالية العامة، كنا نلتقي الأستاذ الإنسان للحديث و النقاش حول مشاريع رسائل المناقشة و يخصص لكل واحد منا الوقت الكافي لتقديم التوضيحات و تصويب ما ينبغي تصويبه. ناهيك عن حرارة الإستقبال في مكتبه، الذي لا نغادره الا و نحن محملين بمراجع يجود بها علينا مع مصاريف التنقل.
كان لي شرف إشرافه على اطروحة الدكتوراة تحت عنوان ” طبيعة الإصلاح السياسي و الدستوري بالمغرب: مرحلة التسعينات”. أطرني إنسانيا و يسر لي إجراءات المناقشة إنسانيا.
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمتعه بصحة جيدة و أن يطيل في عمره.
●● عبد اللطيف مستكفي
أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء
منسق ماستر إدارة المؤسسات والعمل الاجتماعي بكلية الحقوق الدار البيضاء.