مستكفي يكتب.. محاضرات الامتاع والمؤانسة للدكتور أكنوش

في محاولة منا لتقييم مانقدمه الآن من محاضرات في مواد تنتمي إلى حقل علم السياسة، نجد أنفسنا مجبرين على وضع نصب أعيننا مقياسا لجودة ما نقدم من منتوج علمي فكري و شفهي، فالأسماء العلمية الوازنة التي حفرت ذاكرتنا بكلية الحقوق الدارالبيضاء كثيرة و تتصدرها ” المدرسة الاكنوشية” نعم عبداللطيف اكنوش و ما أدراك ما عبداللطيف اكنوش، امتاع ومؤانسة، فرغم التصاق إسمه بتاريخ المؤسسات و الوقائع الإجتماعية فقد أبدع في مواضيع شتى.
كنا ننتظر بشغف كبير موعد المحاضرة ليأخذنا في رحلة ماتعة حول طبيعة النظام السياسي المغربي، و حديث عن الأدب الفقهي و الأدب السلطاني و علم السياسة الانجلوسكسوني و الانقسامية و مواضيع شتى. لا يخفي الرجل جرأة الباحث في تناول المسكوت عنه. إن لم تتمكن من ضبط المضمون بالشكل الكافي فكن على يقين أنك ستمتلك صنعة البحث العلمي. كنت محظوظا بإشرافه على رسالتي لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة تحت عنوان ” ظاهرة الانشقاقات الحزبية بالمغرب”.
وكان مصرا أن أبحث في الموضوع بعيدا عن الطرح الكرونولوجي، وفقت إلى حد ما في تناول الظاهرة من الناحية النظرية من خلال -أولا- عرض النظرية الانقسامية في تفسير ظاهرة الانشقاقات الحزبية ثم إبراز -ثانيا- عجز هذه النظرية عن تفسير الظاهرة، و انتهاء – ثالثا- بمساهمة في التنظير من خلال اعتبار ” نظرية النزاع الاجتماعي ” هي المفسر للظاهرة.
ركز أستاذي اكنوش أطال الله في عمره على العنوان ” مساهمة في التنظير” و صنفه في إطار جرأة الباحث، و تقاسم معه نفس الرأي الاستاذ المرحوم عبداللطيف حسني و الاستاذ مصطفى جفال شافاه الله. أما بالنسبة لي فاعتبرت العنونة تحصيل حاصل لعلاقة التلميذ بالاستاذ، بعيدا عن عقلية الشيخ و المريد.
الآن و قد مر على تاريخ المناقشة اكثر من عشرين سنة يحق لي أن أطرح السؤال هل بإمكاننا أن نعيد للمدرج بريقه؟

●● عبد اللطيف مستكفي
أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء
منسق ماستر إدارة المؤسسات والعمل الاجتماعي بكلية الحقوق الدار البيضاء.

مقالات ذات صلة