انقلاب موازين القوى في أمم أفريقيا
تدخل كأس أمم أفريقيا في النسخة الـ34 المقامة بساحل العاج، والتي انطلقت يوم 13 يناير وتمتد حتى 11 فبراير/ شباط، جولة الحسم بمرحلة المجموعات، بحضور 24 منتخبا سيصعد أول وثاني المجموعات الـ6، بالإضافة لأحسن 4 ثوالث.
تعتبر بطولة الأمم الحالية نسخة خاصة، يشارك فيها 12 منتخباً من أصل 15 دولة متوجة باللقب وبغياب إثيوبيا، والسودان، وجمهورية الكونغو فقط.
هناك السنغال حاملة اللقب ضمن 6 فرق مرشحة للقب بالإضافة للمغرب ومصر وساحل العاج ونيجيريا والجزائر، إلا أن التاريخ لا يشفع لأصحاب البطولات والألقاب ولا للنجوم وحتى أصحاب القيمة التسويقية العالية والحاضرين بأكبر الدوريات والأندية الأوروبية.
النسخة الحالية أظهرت قوة جديدة، ومنتخبات متطورة كالرأس الأخضر، وغينيا الاستوائية، ومالي، قدمت نفسها بقوة مؤكدة أن كرة القدم بأرض الواقع والميدان وسط أجواء ومنافسة قوية ومستويات متقاربة، قادرة على خلق المفاجآت تمهيداً لظهور بطل جديد للقارة.
المنتخبات العربية الخمسة المشاركة لم تكن على مستوى التطلعات الجماهيرية وخبراء اللعبة، المغرب “أسود الأطلس” رابع كأس العالم فيفا قطر 2022 وبأحلام اللقب الثاني بعد لقب وحيد 1976، قدم أداء متوقعاً حين حقق فوزاً سهلاً على تنزانيا 3-0 وسقط بفخ التعادل أمام الكونغو الديمقرطية 1-1 مقابل إضاعة الكونغو لركلة جزاء، رغم ذلك 4 نقاط للمغرب تقرّبه من الترشح للدور القادم، أما التتويج قد يأتي بشرط سرعة الاستيقاظ من الأحلام والترشيحات، لأنه يملك كلّ المقومات للتتويج.
ننتقل إلى منتخب الجزائر، الخضر بذكريات التتويج في 2019 وقبلها في 1990 قدم الشوط الأول الأجمل بالبطولة ولكن تعادل 1-1 أمام أنغولا، وتعثر بتعادل آخر أمام بوركينا فاسو2-2، بوجود النجوم بغداد بونجاح، ورياض محرز، ومحمد الأمين عمورة، ويخشى منتخب الجزائر تكرار سيناريو الخروج المبكر كما حدث في أمم أفريقيا 2021.
في المقابل سقطت مصر بمصيدة التعادلات 2-2 أمام موزمبيق و2-2 ضد غانا بأخطاءٍ في التشكيل وطرق اللعب، وسط التراجع الفردي لأغلب النجوم وغياب الجماعية وانخفاض المستوى البدني، تحسن الأداء نسبياً أمام غانا، لكن المنتخب مني بإصابة محمد صلاح، الذي جرى انتقاده واتهامه من قبل البعض بعدم تقديم مستويات وأداء كما في ليفربول، الآن سيغادر الفرعون المصري لإنكلترا للعلاج، والذي لن يقل عن أسبوعين مع إمكانية العودة حال الوصول لمراحل متقدمة في البطولة.
نصل إلى تونس “نسور قرطاج”، وبآمال التتويج بلقب ثانٍ بعد 2004، إلا أن الصدمة كانت بسقوط غير متوقع وخسارة أمام ناميبيا غير المصنفة، ثم تعادل أمام مالي 1-1، ليبقى له لقاء حاسم ومصيري أمام جنوب أفريقيا.
أما موريتانيا “المرابطون” بمشاركة استثائية للمرة الثالثة توالياً، فقد تعرضوا لخسارتين بأداء كبير أمام بوركينا فاسو 0-1 وأمام أنغولا 2-3.
وتشهد الجولة الثالثة لقاءات حاسمة لا بديل فيها عن الفوز للمغرب أمام زامبيا لضمان الصدارة، ومصر بمواجهة الرأس الأخضر وستكون النقاط الـ3 حتمية للترشح، ثم تونس ضد جنوب أفريقيا والفوز مطلوب للبقاء بالبطولة، والجزائر بلقاء ديربي أمام موريتانيا ومصيري، عنوانه الفوز ولا شيء غير الفوز.
كلّ التوفيق للمنتخبات العربية للتويج باللقب وتقديم الوجه الحقيقي للكرة العربية بكأس أمم أفريقيا.
علي محمد علي