خبير لـ”الميدان بريس”: هذه مكاسب المغرب الديبلوماسية في ملف الصحراء خلال سنة 2023

شهدت السنة التي نودعها اليوم أحداثا كثيرة، لها علاقة مباشرة بالقضايا الوطنية، سيما المرتبطة منها بملف الوحدة الترابية، سواء على المستوى الداخلي أو المتعلق منه بادارة المغرب لقضيته الأولى وزخم التسوية الاممية للملف.
وحقق المغرب حسب المتتبعين للملف نجاحات كبيرة في إدارته للملف بشكل حكيم ومتميز، ساهم ذلك في تعزيز وتبني عدد من الدول لموقف المملكة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، الذي بات متبنيا للموقف المغرب ولمقترح الحكم الذاتي كأساس واقعي وذو مصداقية للحل.
وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية عصام العروسي في تصريح خص به “الميدان بريس” أن مقاربة تطورات ملف الصحراء المغربية سنة 2023، يمكن من خلال بعض المحاور أساسية ثلاثة.

يتمثل الأول حسب قوله في مجهودات الدولة لجعل المناطق الجنوبية مندمجة في الاقلاع الاقتصادي والتنموي في القارة الافريقية، حيت عمل على دعم هذا التوجه من خلال جذب الاستثمار الاجنبي للمناطق الجنوبية، وتنظيم العديد من الملتقيات في مدينة الداخلة مثلا، وهو مدخل أساسي استمر عليه المغرب وعمل على توطيده، من خلال دعم المنطقة كمنطقة إقلاع اقتصادي لافريقيا.

وأكدا الخبير في العلاقات الدولية أن هذا المسار استكمل مؤخرا باطلاق الملك محمد السادس للمبادرة “الأفرو اطلسية”، واعتبر الواجهة الاطلسية المغربية واجهة مشتركة بين كل الدول الافريقية التي لا تطل على المحيط الاطلسي أو ليست لها منافذ بحرية، وهو محور أساسي في رهان المغرب إذماج المناطق الجنوبية للمملكة في صلب الاقلاع الاقتصادي والتنموي في إفريقيا.

وبخصوص المحور الثاني، أشار العروسي إلى أنه مرتبط بالتسوية الأممية لملف الصحراء المغربية، مشددا على ان المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، أصبحت تجد صدى كبير لدى الأمم المتحدة، ويستشف ذلك، حسب ذات المتحدث، من خلال قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2018، والتي تؤكد على أن مبادرة الحكم الذاتي مبادرة جيدة وذات مصداقية وواقعية، وستشكل أساسا للحل السياسي المأمول، وبعد أن استبعدت السرديات القديمة والمتهالكة للبوليساريو والجزائر من قبيل تقرير المصير والاستفتاء والإنفصال، واعتبرت هذه الأفكار من الماضي، والأمم المتحدة باتت تدعو إلى جلوس كل الأطراف بما فيها الجزائر على طاولة المفاوضات وايجاد حل سياسي واقعي متوافق عليه.

ولفت استاذ العلاقات الدولية إلى الحركية الديبلوماسية الهامة للمملكة في علاقاتها بعدد من المنظمات الدولية التي شارك فيها بشكل فعال، وكذلك لتعزيز عدد من محاور تحالفاته وشراكاته الخارجية، بما فيها علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية والتي أكدت مؤخرا على لسان مسؤوليها عدم وجود أي تغير في موقف امريكا من مغربية الصحراء الذي كانت أعلنت تبنيه في فترة الرئيس دونالد ترامب، إضافة إلى تجديد اسبانيا ومجموعة من الدول الوازنة والهامة في أوربا وأمريكا اللاتينية ودول الخليج العربية، دعمها للحكم الذاتي ولسيادة المغرب على صحرائه.

وختم العروسي بالقول أن المغرب نجح بشكل كبير في تعزيز مقاربته لهذا الملف كما نجح في تشديد عزلة الجزائر، رغم كل محاولاتها في تلميع صورتها، فيما استطاع المغرب من خلال تنسيقه العال مع المنتظم الدولي وتبديد الهواجس الأمنية عبر محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة نسف روايات البوليساريو والجزائر خلفها.

مقالات ذات صلة