الجزائر.. وفاة مهندس العشرية السوداء وصانع الرؤساء الجنرال خالد نزار

دريس بيگلم
أعلن اليوم في الجزائر عن وفاة، الرجل القوي في الجهاز العسكري الجزائري سنوات التسعينات، اللواء المتقاعد خالد نزار، عن عمز ناهز 83 سنة، وهي الحقبة الحافلة بالأحداث المثيرة والكبيرة المرتبطة بفترة مسؤولياته العسكرية.
ويعتبر نزار أخد أهم رجالات المؤسسة العسكرية الجزائرية ذات الدور المحوري في صنع القرار والحكم في الجزائر، كما يعتبره الكثيرون المسؤول الأول عن تفجر الأوضاع الأمنية عقب اقدام الجيش على إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في بداية تسعينات القرن الماضي وفازت فيها جبهة الإنقاد الإسلامية المحضورة.
وخلفت تلك الأحداث الدامية لتلك الحقبة والتي باتت معروفة بالعشرية السوداء مقتل عشرات الألاف والاف المختفين والمهجرين، ويتهم الجنرال نزار بالاشراف عسكريا وأمنيا وسياسا على هذه العلميات، مما جر عليه متابعات وصلت حد اصدار القضاء السويسري في وقت لاحق من هذه السنة مذكرة اعتقال في حقه بسبب ما اعتبرته مشاركة منه واشرافا على اختطاف وتعديب مواطنين خلال تلك الحقبة.
وكان الجنرال نزار قد اختار المنفى الاختياري بعد صعود الرئيس الراحل بوتفليقة لسدة الحكم في قصر المرادية، مما اعتبره كثيرون هروبا من الملاحقة والتضييق بسبب تراجع نفوذه واستقواء نفوذ بوتفليقة وشقيقه السعيد والجنرالات المناوئين له، بعد انتخابات سنة 1999، وأصدر كتابات في باريس تضمن مذكراته الشخصية كشف فيها عن أسرار تخص تلك الحقبة ودور المؤسسة العسكرية فيها وفي الحكم في الجزائر مما زاد من تعكير علاقته بالحكم في قصر المرادية، حتى عاد للبلاد بعد صعود عبد المجيد تبون للحكم،
الشيء الذي اعطى مؤشرات على عودة الحرس القديم وفق تحليلات متابعين.
وبوفاة نزار اسدل الستار على ملف شخصية مؤثرة صنعت وجودها بقوة الحديد والنار في مربع الحكم في الجزائر، وخلقت حولها هالة سياسية وأمنية وعسكرية كبيرة، حيت كان يوصف كما هو الشأن للجنرال الآخر الراحل مدين أو توفيق بأنه صانع الرؤساء في الجارة الجزائر، والتي تصع المؤسسة العسكرية كامل تقلها لتلعب دورا محوريا وأساسيا في الحكم بالبلاد.

مقالات ذات صلة