الرمال المتحركة لاسكوبار الصحراء تبتلع الناصيري صانع أمجاد العائلة
“لا أضيع أي مباراة” جملة قالها سابقا سعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي والبرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة. بعد ضمانه مقعدا لحزبه بدائرة الدار البيضاء-أنفا خلال الانتخابات التي جرت سنة 2016.
مباراة لم يعتقد “سعيد” أن وقتها الميت سينتهي بأسوء النهايات على الأقل إلى حدود هذه اللحظة. مباراة قلبت كل المعطيات والحسابات وتحول معها الرجل من شخص متفوق في لغة المال والأعمال ومراكمة الأرباح إلى متهم يجتر “ويلات” “سين وجيم” في ملف ثقيل بخيوط متشابكة جراء الاشتباه في تورطه مع بارون مخدرات معروف وينحدر من دولة مالي.
سعيد الناصيري قضى أيامه الأولى في سجن عكاشة بالدارالبيضاء على ذمة التحقيق في تهم خطيرة تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات وتبييض الأموال والتزوير في محررات رسمية.
الناصيري، الإسم الذي جمع بين الشهرة الرياضية والسياسية، عبر ترأسه لأحد أكبر الأندية المغربية صاحب الشعبية الكبيرة، الوداد الرياضي، وفي نفس الوقت ارتدى قبعة سياسية من حزب “الجرار”، صعد إلى قمة لم يسبق لمسير رياضي في الوداد أن تلمسها. وتسلق الدرجات وصعد من السفح إلى القمة وفي وقت وجيز.
ابن الجنوب، يتصف بشخصية هادئة، رأى النور سنة 1969 بضواحي مدينة زاكورة، إحدى واحات منطقة ‘درعة’. والده كان تاجرا بمنطقة “تامغروت” المعروفة بإنتاج منتوجات من جلد الغزال و الزعفران. رحل عن المنظقة قبل إتمامه للمستوى التعليمي، وقصد المدينة العامرة “كازابلانكا”، حيث اشتغل تاجرا في أسواق صغيرة وكبيرة وبالجملة، في درب غلف وغيره ليراكم خبرة كبيرة في عالم “البيع والشراء”.
استمثر سعيد الناصيري بعد ذلك في مجموعة من المشاريع ودخل في صفقات تجارية، وضعته إلى جانب رجالات المال والأعمال، حيث دخل وبقوة على خط الاستمثار الرياضي والاعلامي وفي قطاع التعمير والبناء.
إنخرط سعيد الناصيري في الوداد سنة 1999 و شغل عدة مناصب بالمكاتب المسيرة السابقة إلى أن تقلد “البيضاوي بالتبني” رئاسة النادي الأحمر في يونيو 2014 ليضع له مكانا داخل الوسط الكروي.
“لما كنت طفلا، وحينما كنا نجتمع للعب كرة القدم، كان زملائي يطلبون مني أن أشغل مركز حارس مرمى وكنت متيما بحب بادو الزاكي ولم أكن أضيع أي مباراة له رفقة الوداد أو المنتخب الوطني إلا وشاهدتها”، القول هنا لسعيد الناصيري في حوار سابق مع المجلة الفرنسية “جون أفريك”.
ابن زاكورة عاشق الوداد، نقل تجربته من عشق للقلعة الحمراء، إلى “صاحب القرار” بها، حيث انطلقت رحلته من الوداد منذ موسم 2012/2013 حينما تجند “فصيل الوينرز للإطاحة بالرئيس القوي عبد الإله أكرم، ووحدت صوتها ضده، وفي هذا الوقت بالذات أعلن الناصيري عن ترشحه رسميا لرئاسة الوداد واستطاع تقلد المنصب وعلى ذمة الفريق أكثر من 4 ملايير سنيتم من الديون.
“عدم اضاعته للمباريات” مكنته من دخول عالم السياسة عبر المولود الجديد وقتها حزب الأصالة والمعاصرة. التحق بالجرار منذ ولاية إلياس العماري في سنة ‘2011’ بسبب اقتناعه بـ”المشروع السياسي للحزب”، كما قال في حوار صحافي سابق.
واستطاع تقلد مجموعة من المناصب التسييرية، سواء في الجامعة الملكية لكرة القدم أو العصبة الاحترافية أو في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”. وبخصوص علاقته بفوزي لقجع رئيس الجامعة صرح سابقا في حوار مع المجلة الفرنسية، “لقد تعرفت عليه من خلال كرة القدم، إنه صديق عزيز، أتقاسم معه عدة نقاط مشتركة ولدينا نفس الرؤيا المستقبلية لكرة القدم و نطمح لإعلاء راية الكرة الوطنية في المحافل الدولية”.
هذه الثقة الكبيرة بينهما تجسدت عندما كلف فوزي لقجع رئيس الناصيري بمصاحبة أحمد أحمد رئيس الكاف لما زار الدار البيضاء قبل أشهر قليلة، صورة انتشرت بوسائل التواصل تجمعهما أمام محل للسيارات أسالت العديد من الشائعات و التي رد عليها رئيس الوداد قائلا : ” إصحطبت معي أحمد أحمد لإصلاح سيارتي وطلب منا أخذ صاحب المحل صورة حيث قام بعدها بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، هذا كل ما في الأمر”.
وعن مصادر تمويله، يقول سعيد الناصيري، بأنه يعمل ويشتغل على أعماله التجارية، وهي مصدر رزقه، حيث يعتبر مساهما في مشروع AK Promotion العقاري وإذاعة Médina FM التي يستفيد من حصة 20% من عائداتها، وفق ما نقلته المجلة الفرنسية.