أكاديمي يعدد لـ”الميدان بريس” رهانات المغرب من منتدى الشراكة الروسي العربي بمراكش

تنطلق غدا بمراكش اشغال المنتدى العربي الروسي، بحضور وزراء ومسؤولين في الدول العربية ووزير الخارجية الروسي سيرجي لاڤروڤ، والذي سيحل بالمملكة غدا الاربعاء تزامنا مع انعقاذ هذا المنتدى، والذي سيشهد بالتأكيد لقاءات ثنائية بين المغرب وعدد من مسؤولي ووزراء الدول المشاركة بما فيهم وزير الخارجية الروسي.

ويتيح هذا المنتدى للدول العربية وروسيا فرصة للنقاش وتقديم المقترحات للارتقاء بالتعاون والشراكة بين روسيا والمجموعة العربية في ظل وضع دولي مضطرب سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا، وفي ظل الحرب على غزة واوكرانيا، والتحديات المشتركة للتصدي لهذه القضايا.

ويراهن المغرب بشكل خاص على هذا المنتدى للدفاع عن قضاياه، وخاصة المرتبطة منها بقضية الصحراء المغربية ومسلسل التسوية الأممي وموقف روسيا من الوحدة الترابية، وكذاك ملفات اخرى لا تقل أهمية اقتصادية وتجارية وغيرها.

وفي هذا الصدد يرى أستاذ العلاقات الدولية عصام العروسي أن هذا المنتدى يأتي في مرحلة فاصلة ومهمة من تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط،  وكذلك في تاريخ العلاقات المغربية الروسية، مشيرا إلى أن روسيا اليوم تحاول التواصل مع الدول العربية، أو بعبارة أدق تحاول التودد لهذه الدول من خلال مواقف تنتصر فيها للموقف الفلسطيني، خاصة فيما يقع في قطاع غزة، وفي ظل اصطفاف واشنطن الفج والواضح إلى جانب اسرائيل فيما تقوم به من إبادة جماعية وجرائم يومية ضد الفلسطينيين، والقتل العمد للمدنيين.

ولفت الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، في تصريح خص به “الميدان بريس” إلى أن روسيا تحاول من خلال هذه الوضعية، أن تدعم أو ترسخ عالما متعدد الأقطاب، والذي تلعب فيه الصين وباقي دول الجنوب أدوارا كبيرة، ودعم هذا التوجه من خلال التقارب مع دول الجنوب، ومحاولة تكسير الهيمنة الأمريكية خاصة في ضل الحربين الروسية الأكرانية وحرب غزة.

وبخصوص تأثير هذا المنتدى على العلاقات الروسية المغربية والمرتبطة خاصة بموقف روسيا من الوحدة الترابية للمملكة، قال العروسي إن روسيا تحاول دائما أن تمسك العصا من الوسط بشأن موقفها من الصحراء المغربية، والمتمثل في عدم الاعتراف بمليشيا اللوليزاريو وفي نفس الوقت الدفع بالعملية السياسية، ودفع الاطراف للدخول في مفاوضات لايجاد تسوية سياسية للملف، مشيرا في ذات الوقت إلى كون المغرب تربطه علاقات جيدة مع روسيا ولاسيما في المجال الاقتصادي، والذي يدخل في إطار سياسات تنويع الشركاء التي ينتهجها المغرب،.
وختم استاذ العلاقات الدولية بالقول إن المغرب يسعى للاستفادة من تناقضات الواقع الدولي وتنافس القوى الكبرى فيما بينها، كما أن هذه القمة فرصة للمغرب لدفع الشريك الروسي للاستفاذة من الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، وعدم الانسياق وراء دعاية الجزائر والبوليساريو بخصوص ملف الصحراء المغربية، ودعم تسوية سياسية تنبني على أساس مقترح الحكم الذاتي في اطار السيادة المغربية الذي يقترحه المغرب كأساس للحل

مقالات ذات صلة