التنسيقية الوطنية للأساتذة المستبرزين تستعرض مطالبها وتنادي بتسوية الملفات العالقة

طالبت التنسيقية الوطنية للأساتذة المستبرزين في بيان لها بالقطع مع الصيغة المعتمدة في إعلان تعيينات الأساتذة المستبرزين، والاعتذار عن الضرر النفسي والمعنوي الناتج عن هذه الصيغة بالنسبة للأفواج السابقة.

كما طالبت بمعادلة شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز بشهادة الماستر، وانصافهم وتحقيق عدالة أجرية بإدماجهم في الدرجة الأولى (السلم 11 للأجور) بأثر رجعي، باعتبار أن الأساتذة المستبرزين يتم توظيفهم بمستوى البكالوريا + 5 سنوات فما فوق.

وأكدت على ضرورة إحداث إطار أستاذ مستبرز، لما لهذا الإطار من أهمية في توفير مسار للترقي داخل هيئة التدريس بالنسبة للأساتذة المزاولين وإعطاء جاذبية أكثر لمهنة التدريس لدى حاملي الشهادات العليا وخلق هيئة خاصة بخريجي سلك التبريز، بالإضافة لتحديد ساعات العمل في 14 ساعة أسبوعية و احتساب سنوات التكوين في سلك التبريز في الأقدمية العامة.

وفي نفس السياق طالبت التنسيقية بالقطع مع سياسة التماطل والإرتجال المتبعة في حق الأساتذة المستبرزين حديثي التخرج، وذلك بتعيينهم فور الإعلان عن نتائج مباراة التبريز في تخصصاتهم فقط، وبالتعليم الثانوي التأهيلي، أو بالأقسام التحضيرية، أو بأقسام شهادة التقني العالي، أو بمراكز التكوين بالإضافة للقطع مع تعيينات الأساتذة المستبرزين خارج تخصصاتهم.

كما دعت إلى بتسوية وضعية الأساتذة المعينين في غير تخصصاتهم أو خارج سلك الثانوي التأهيلي، وذلك بإعادة تعينهم في تخصصاتهم الأصلية فقط.

كما شدد الأساتذة على ضرورة فتح إمكانية تدريس الأساتذة المستبرزين بالأقسام التحضيرية، وأقسام شهادة التقني العالي، ومراكز التكوين وتجويد ظروف التكوين بالنسبة للأساتذة المستبرزين داخل مراكز التكوين، واحترام عدد المناصب المعلنة خلال مباراة التبريز.

وشددت التنسقية على ضرورة فتح مباريات ومراكز التكوين في شعب التبريز بالنسبة للتخصصات التي تم إغلاقها وتوسيع العرض بإحداث تخصصات جديدة.

 

وفي ما يلي البلاغ كاملا

الرباط في 30 نونبر 2023

إلى كل ذي ضمير حي إلى كل مناصري الحق في وطننا الحبيب

الموضوع: ملف الأساتذة المستبرزين

سلام تام بوجود مولانا الإمام وبعد،

بصفتنا أساتذة مستبرزين وأعضاء التنسيقية الوطنية للأساتذة المستبرزين، نتواصل معكم لنستعرض بشكل مختصر كل ما يتعلق بملف هذه الفئة من خريجي سلك التبريز، والتي تعاني في صمت من التهميش والإقصاء منذ سنة 1986. ينقسم الأساتذة المستبرزون إلى صنفين:

  • خريجو النظام القديم (ما قبل 2013): شباب مغاربة حصلوا على شهادة البكالوريا بنقط عالية مكنتهم من ولوج الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، وبعد سنتين من التكوين بهذه الأخيرة واجتياز المباراة الوطنية المشتركة للمدارس العليا “CNC” بنجاح، التحقوا بسلك التبريز كل حسب تخصصه، ليتلقوا تكوينا بيداغوجيا ونظريا وتطبيقيا في مهن التربية والتكوين في أعلى المستويات لمدة ثلاث سنوات، مجتازين خلالها جميع مجزوءات التكوين في سلك التبريز بنجاح ليحصلوا بذلك على “شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز”. هذه الشهادة التي تمكنهم من اجتياز مباراة التبريز إلى جانب فئات أخرى من أبناء الشعب المغربي من حاملي الشهادات العليا (الماستر، والهندسة، والدكتوراه…). إلا أنه فور الإعلان عن نتائج مباراة التبريز بشقيها الكتابي والشفوي، وباعتبارها مباراة لا يمكن للجميع اجتيازها بنجاح وهذا شيء عادي، فمن ينجح يسمى مبرزا ومن لم ينجح من خريجي سلك التبريز يطلق عليه اسم “مستبرزين” كما هو متعارف عليه بالمغرب، وبفرنسا الدولة الأم لسلك التبريز “Des agrégatifs”. غير أن بعض مسؤولي الوزارة الوصية مصرون على تقزيم وتبخيس مجهوداتنا ومشوارنا الأكاديمي والشهادة التي نعتز بها والتي سهرنا الليالي لنيلها “شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز”، ليعلنوا عن توظيفنا كأساتذة للتعليم الثانوي التأهيلي الدرجة الثانية (السلم 10) بعد تماطل وتنكيل وحرب نفسية منقطعة النظير واستعمال عبارات لا تمت للحقل التربوي بصلة )الأساتذة خريجي سلك التبريز الذين لم يجتازوا مباراة التبريز بنجاح أو الأساتذة خريجي سلك التبريز الراسبون في مباراة التبريز(، هذه العبارات التي تجعل فرحة التوظيف بدون مذاق أو طعم، وحتى على مستوى تعييناتنا يتم التعامل معنا كفاشلين.

أتتخيلون؟ تلميذ ضحى بالغالي والنفيس حاصل على أعلى المعدلات في الباكالوريا، ثم ثابر وعمل بجد طيلة 5 سنوات بعد الباكالوريا، ليطلق عليه بعض مسؤولي وزارة التربية الوطنية نعت” فاشل”، إنه قهر نفسي لا يمكن وصفه… فكيف يمكن لهذا الشخص أن ينشأ جيلا ويعلم أبناء الشعب المغربي، بأن الجد والعمل مفتاح النجاح؟ إنها معضلة منطق اجتماعي تبعثر لدى هذه الفئة من الأستاذة كباقي الفئات المكلومة في هذا الوطن… ورغم كل هذا نعمل بتفان آملين في غد أفضل في نور يسطع في آخر النفق. ولكن الطامة الكبرى لن تتوقف هنا، فهؤلاء التلاميذ المتفوقين، هؤلاء الطلبة الذين عملوا في توتر مستمر لمدة 5 سنوات (سنتين بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا (CPGE) و3 سنوات بسلك التبريز) لا يتوفرون على معادلة لشهادة الماستر، لا يستطيعون متابعة دراستهم في سلك الدكتوراه كأقرانهم. نعم! لقد سرقت 5 سنوات من حياتهم دون أن تعترف الدولة بها، حرقة ليس لها مثيل تجعلنا نندم على كل ساعة عمل، على كل دقيقة اجتهاد، على كل ثانية سهر…  إننا نستحيي أن نقول هذا حتى لأقرب الناس إلينا …المهم كي لا أطيل عليكم أكثر، سأنتقل إلى الحديث عن الصنف الثاني من هذه الفئة.

  • خريجو النظام الجديد (ما بعد 2013): شباب مغاربة حصلوا على شهادة الماستر أو ما يعادلها (مهندسون…) اجتازوا مباراة الدخول لسلك التبريز بشقيها الكتابي والشفوي بنجاح، خضعوا لتكوين بهذا السلك في أعلى المستويات لمدة عامين، واستكملوا عامهم السابع بعد الباكالوريا (باك + 7) مجتازين جميع مجزوءات سلك التبريز بنجاح ليحصلوا على الشهادة المغضوب عليها، شهادة العزة والافتخار بالنسبة لنا “شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز”. شهادة تمكنهم من اجتياز مباراة التبريز بمعية حاملي الشهادات العليا (الماستر والهندسة والدكتوراه)، وتعاد نفس النكسة التي روينا تفاصيلها المملة والمؤلمة في عرضنا حول الصنف الأول.

للإشارة فقط، فشهادة التبريز لا تعتبر شهادة تخرج من مسلك التبريز، بل هي شهادة على اجتياز مباراة التبريز بنجاح (مباراة توظيف)، هذه المباراة التي لا يقتصر اجتيازها على الأساتذة المستبرزين خريجي سلك التبريز فقط كما سبق أن أشرنا لذلك، فلماذا يتم ربط مستقبلنا بأكمله بهذه الشهادة؟!  فهل يا ترى لا يبقى المهندس مهندسا إذا لم يجتاز مباراة توظيف معينة بنجاح؟ ونفس الشيء بالنسبة للممرض والطبيب…

إضافة إلى الطلبة التي يلجون سلك التبريز في كلا النظامين، نجد كذلك أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من الدرجة الثانية والمتوفرون على ثلاث سنوات من الأقدمية على الأقل، وذلك بعد اجتياز مباراة الدخول لسلك التبريز بشقيها الكتابي والشفوي بنجاح. ليقضوا سنتين من التكوين في سلك التبريز، يتلقون خلالهما تكوينا نظريا، وتطبيقيا، وبيداغوجيا في مهن التربية والتكوين من أعلى المستويات الدولية. ليستوفوا بنجاح جميع مجزوءات التكوين بسلك التبريز، ويتوجوا بالشهادة التي نفتخر بها “شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز”. شهادة مكنتهم من اجتياز مباراة التبريز حيث يتبارون مع فئات أخرى من أبناء الشعب المغربي من حاملي الشهادات العليا (الماستر، والهندسة، والدكتوراه…). والغريب في الأمر هو أن هؤلاء الأساتذة الذين اجتهدوا وضحوا بالغالي والنفيس لمدة سنتين من العمل والاجتهاد والتفوق في سلك التبريز، وربما تغربوا عن عائلاتهم وأبنائهم أو تبعثرت أوراق الاستقرار الأسري لديهم، قد يعودوا بخفي حنين فقط لأنهم لم يتوفقوا في اجتياز مباراة التبريز بنجاح. الشيء الذي يطرح تساؤلا جوهريا حول الميز والحيف الكبيرين اللذين يعاني منهما هؤلاء الأساتذة مقارنة مع أقرانهم الذين ربما اختاروا ولوج أسلاك أخرى للترقي الداخلي بوزارة التربية الوطنية كمسلك الإدارة التربوية ومسلك التفتيش… حيث يرقى خريجو هاته المسالك إلى السلم 11 فقط لاجتيازهم لمجزوءات التكوين في هذه الأسلاك بنجاح دون الحاجة لمباراة توظيف خارجية كمباراة التبريز. كأننا نود أن نقول لمنتسبي هيئة التدريس أنه لا يمكنهم أن يترقوا إلا إذا غيروا ميولاتهم المهنية من التدريس إلى الإدارة أو التفتيش… وأنه لا ترقية لهم داخل هيئة التدريس التي تعتبر أصل ولوجهم واختيارهم للعمل بوزارة التربية الوطنية، وأي توجه في هذا الإطار ما هو إلا مضيعة للوقت والجهد. أو لم يحن الوقت لإنصاف هؤلاء الأساتذة ومنحهم كذلك السلم 11 فور اجتيازهم لمجزوءات التكوين بسلك التبريز بنجاح، دون الرجوع إلى نتائج أي مباراة توظيف خارجية إسوة بباقي المسالك؟ ألا يتعارض كل هذا الظلم مع كل الشعارات التي جاءت بها الحكومة، من إعادة البريق لمهنة التدريس، وتشجيع التكوين المستمر، والرفع من كفاءات هيئة التدريس؟ أيوجد تكوين يتماشى مع كل هذه الشعارات أكثر من سلك التبريز؟ ألم يحن الوقت لتشجيع الأساتذة لولوج سلك التبريز كمسار للترقي والتكوين باعتماد إطار أستاذ مستبرز؟ إطار يكفل شيء من المساواة بين الأساتذة الذين ولجوا مسالك الترقي الداخلي بوزارة التربية الوطنية (الإدارة التربوية، والتفتيش، والتبريز…)، ويمنح جاذبية أكثر لمهنة التدريس لدى حاملي الشهادات العليا.

إنني لا أعلم ما إذا كانت رسالتي هذه ستحقق المبتغى منها في تحسين وضعية الأساتذة المستبرزين وجبر ضررهم أم لا، ولكنني أصارحكم إحساسي بالراحة فقط لمرافعتي هذه أمامكم عن هذه الفئة المنكوبة. وأمام هذا الوضع المأساوي أناشدكم وأناشد من خلالكم، جميع القوى الحية بوطننا الحبيب بأن تتفاعلوا معنا بشكل إيجابي وتتبنوا ملفنا هذا وتعملوا على إيصال صوتنا إلى المسؤولين، بغية حل هذا الملف الذي عمر لوقت طويل وحصد العديد من الضحايا ولازالت القائمة مفتوحة. وكلنا بالأمل في رد الاعتبار لهذه الفئة التي تعاني في صمت من الإقصاء والتهميش، أضع بين يديكم الملف المطلبي للتنسيقية الوطنية للأساتذة المستبرزين والمتمثل في المطالبة ب:

  1. القطع مع الصيغة المعتمدة في إعلان تعيينات الأساتذة المستبرزين، والاعتذار عن الضرر النفسي والمعنوي الناتج عن هذه الصيغة بالنسبة للأفواج السابقة.
  2. معادلة شهادة نهاية التكوين في سلك التبريز بشهادة الماستر، إسوة بباقي الشهادات التي تخول لصاحبها ولوج سلك الدكتوراه المحددة بالقرار 140 الصادر في 25 محرم 1430 (22 يناير 2009)، باعتبار الأساتذة المستبرزين استوفوا جميع مجزوءات التكوين بسلك التبريز بنجاح.
  3. إنصاف الأساتذة المستبرزين وتحقيق عدالة أجرية بإدماجهم في الدرجة الأولى (السلم 11 للأجور) بأثر رجعي، باعتبار أن الأساتذة المستبرزين يتم توظيفهم بمستوى البكالوريا + 5 سنوات فما فوق.
  4. إحداث إطار أستاذ مستبرز، لما لهذا الإطار من أهمية في توفير مسار للترقي داخل هيئة التدريس بالنسبة للأساتذة المزاولين، وإعطاء جاذبية أكثر لمهنة التدريس لدى حاملي الشهادات العليا.
  5. خلق هيئة خاصة بخريجي سلك التبريز.
  6. تحديد ساعات العمل في 14 ساعة أسبوعية بالنسبة للأستاذات والاساتذة، المستبرزات والمستبرزين.
  7. احتساب سنوات التكوين في سلك التبريز في الأقدمية العامة.
  8. القطع مع سياسة التماطل والإرتجال المتبعة في حق الأساتذة المستبرزين حديثي التخرج، وذلك بتعيينهم فور الإعلان عن نتائج مباراة التبريز في تخصصاتهم فقط، وبالتعليم الثانوي التأهيلي، أو بالأقسام التحضيرية، أو بأقسام شهادة التقني العالي، أو بمراكز التكوين.
  9. القطع مع تعيينات الأساتذة المستبرزين خارج تخصصاتهم، لما لهذه الأمر من أثر سلبي على التحصيل الدراسي للتلاميذ والمسار المهني لهذه الفئة من الأساتذة (امتحانات الكفاءة المهنية، ومباريات التفتيش، ومباريات التبريز…)
  10. اجتياز الأساتذة المستبرزين امتحانات الكفاءة التربوية في تخصصاتهم الأصلية فقط وبالتعليم الثانوي التأهيلي، أو بالأقسام التحضيرية، أو بأقسام شهادة التقني العالي، أو بمراكز التكوين.
  11. تسوية وضعية الأساتذة المستبرزين المعينين في غير تخصصاتهم أو خارج سلك الثانوي التأهيلي، وذلك بإعادة تعينهم في تخصصاتهم الأصلية فقط وبالتعليم الثانوي التأهيلي، أو بالأقسام التحضيرية، أو بأقسام شهادة التقني العالي، أو بمراكز التكوين.
  12. فتح إمكانية تدريس الأساتذة المستبرزين بالأقسام التحضيرية، وأقسام شهادة التقني العالي، ومراكز التكوين…
  13. تجويد ظروف التكوين بالنسبة للأساتذة المستبرزين داخل مراكز التكوين.
  14. احترام عدد المناصب المعلنة خلال مباراة التبريز.
  15. إعادة فتح مباريات ومراكز التكوين في شعب التبريز بالنسبة للتخصصات التي تم إغلاقها، وتوسيع العرض بإحداث تخصصات جديدة، لما لهذا السلك من تأثير إيجابي في الرقي بجودة التعليم، وباعتباره مسلكا لتكوين وترقي الأساتذة المزاولين.
  16. فتح إمكانية تدريس الأساتذة خريجي سلك التبريز بالتعليم العالي بصفة عامة (باك+2)، لضمان انتقال البيداغوجي سلس بين التعليم الأساسي والتعليم العالي.

وفي الأخير تقبلوا مني أسمى عبارات التقدير والاحتــــــــــــــــــــــــرام.

 

عاشت التنسيقية الوطنية للأساتذة المستبرزين

 صامدة، ومناضلة، ومـستقلة

مقالات ذات صلة