جيش الاحتلال يقيل ضابطين بعد تراجعهما في معركة أمام مقاتلي حماس بشمال غزة
كشف موقع إخباري إسرائيلي عن قيام قيادة جيش الاحتلال بإقالة ضابطين، ونصف جنود سرية رفضوا العودة للقتال داخل غزة بعدما أوقعتهم المقاومة الفلسطينية في كمين ومنطقة مفخخة.
وقال موقع “واينت” في تقرير مقتضب تحت عنوان “الإطاحة وأزمة الثقة” إن نصف جنود سرية (150 جندي تعداد السرية عادة) قاتلت في شمال القطاع خلال الحرب، يرفضون العودة للقتال منذ الإطاحة بالضابطين المسؤولين، وجميعهم يؤكدون أنهم لم يتلقوا مساندة نارية عن بعد، في مقابل عشرات من مقاتلي حماس في معركة ضارية مما اضطّرهم للانسحاب نحو الخلف.
ودون أن يحدد في أي يوم وقعت الحادثة، يقول “واينت” إن تحقيقا عسكريا أظهر أن التغول الذي قامت به السرية في شمال القطاع، استند إلى خطة تم تحضيرها بشكل مغلوط. وينقل عن الناطق العسكري قوله إن الجيش استخلص الدروس من الحادثة، وإنه يقوم ببناء السرية بواسطة جنود جدد.
ويوضح التقرير الإسرائيلي، أن الجيش أطاح بقائد السرية ونائبه بعد معركة في شمال القطاع، في ذروة الحملة البرية، حيث انسحبت السرية لعدم حصولها على إسناد ناري، أمام عشرات من جنود حماس الذين كمنوا للغزاة.
ويقول “واينت” إن الحادثة الشاذة أنتجت أزمة حادة بين قادة السرية وجنودها، وبين قائد الكتيبة، وتسببت في رفض عودة نصف الجنود إلى القتال بعدما قرّرت قيادة الوحدة العسكرية الوقوف إلى جانب قائد الكتيبة لا إلى جانب قائد السرية.
ويضيف تقرير “واينت”: “يعترف عدد من قادة اللواء أن القوة العسكرية المذكورة أُرسلت للقتال بطريقة يعتريها الخلل بعدما كان جنودها قد قضوا ساعات طويلة في نشاطهم العسكري بمنطقة غلاف غزة دون استراحة، مما ولّد جوا قاسيا داخل السرية. ولذا تقرر إخراجها للراحة داخل منشأة نقاهة في مدينة عسقلان القريبة من غزة، تديرها “الجمعية من أجل الجندي”. وفي المقابل، تقرّر أيضا تغيير الضابطبن القائدين في السرية خلال سير العملية الحربية.
وكشف “واينت” أيضا أن الكتيبة المذكورة قد شهدت أحداثا صعبة أخرى خلال الشهر الأخير، شملت إصابة ضباط ومقتل ضابط آخر في المعركة، علاوة على إصابة الضابط قائد السرية نفسه.
زاعما أن السرية الآن تؤدي وظائفها بشكل جيّد بعد تعبئتها بجنود جدد بدلا من الجنود الرافضين للعودة إلى القتال، ينقل الموقع عن مصدر عسكري قوله إنه قد نتجت أزمة ثقة عن الحادثة، وهي قيد المعالجة الآن وسط استخلاص للعبر في كل المستويات.
في المقابل، ينقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر في الجيش قولها إنها قامت بتغطية جنود السرية المذكورة بالنار عن بعد قبيل قيامها بمحاولة التوغّل، وإن الفحص العسكري الذي تمّ لاحقا، قد أظهر أن ذلك أدى لقتل “مخربين”.
ويتابع: “يظهر التحقيق أن منظومة الأوامر الخاصة بالقوة البرية التي أنيطت بهذه السرية في بداية الحرب، كانت ناقصة. ولكن من وقتها، تغيرت الجهوزية وكذلك المهام الأخرى التي قام بها اللواء.
واكتفى التقرير العبري بالإشارة لمعلومات شحيحة عن المعركة البرية المذكورة في مواجهة كتائب القسام بشمال القطاع، مقتبسا ما قاله بعض الجنود في شهادتهم المقدمة ضمن التحقيق العسكري: “دخلنا إلى وسط كمين ومنطقة مفخخّة فيها جنود كثر لحماس سارعوا لإطلاق الرصاص وقذائف “أر بي جي” وصوبوا نحونا نار الجحيم”.
وحسب “واينت”، عقّب الناطق العسكري بالقول إن جنود السرية يقاتلون داخل قطاع غزة بشجاعة وتصميم، مقابل “تنظيم إرهابي”، وفي الشهر الأخير تكبدت هذه السرية خسائر بالأرواح وإصابات خلال القتال.. تمت معاينة ومعالجة مزاعم الجنود”.
وينقل “واينت” عن مصادر عسكرية قولها إنه في أعقاب التحقيق العسكري بـ”الأحداث” وأداء قائد السرية خلالها، اتخذ قرارا بالإطاحة به وتعيين قائد بديل.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يعلن عن عدد قتلاه وجرحاه في نفس اليوم، وهناك جهات تشكّك بمدى اعترافه بالحجم الحقيقي للخسائر البشرية في الحرب.